لا يسعهم جهله وقتاً من الأوقات، لعلمهم ذلك مع الشهادة بالإيمان، وأخذ ذلك عليهم في حين إسلامهم، ولجعله عموداً سادساً للإسلام، فتدبر واستعن بالله، فهذا الذي حضرني على ما فهمته من الأصول ووعيته، وقد أديتُ اجتهادي في تأويلي حديث هذا الباب كله ولم آل، وما أبرىء نفسي، وفوق كل ذي علم عليم وبالله التوفيق) ا. هـ بحروفه.
2 -وقال العلامة أبو سليمان الخطابي الشافعي -رحمه الله- كما نقل عنه ذلك الحافظ في"الفتح"عند شرحه لهذا الخبر بما نصه: (وقد يستشكل هذا فيقال: كيف يغفر له وهو منكر للبعث والقدرة على إحياء الموتى؟ والجواب: أنه لم ينكر البعث وإنما جهل فظن أنه إذا فعل به ذلك لا يعاد فلا يعذب، وقد ظهر إيمانه باعترافه بأنه إنما فعل ذلك من خشية الله) ا. هـ
قلت: قد غلط من ظن أن هذا الرجل أنكر البعث بعد الموت، وأن الله غير قادر، بل في الخبر نفسه رد صريح على خطأ ذلك، وهو قوله: (فوالله لأن قدر الله علي ليعذبني عذاباً ما عذبه أحداً) وهذا فيه دلالة على أمرين:
الأول: أن الرجل يؤمن بقدرة الله وأنه على كل شيء قدير.
الثاني: فيه دليل على أنه يؤمن بالبعث بعد الموت، فهو لم يجهل أصل البعث والقدرة، وإنما جهل بعض أجزاء ذلك وتفاصيلها، والله الموفق.
3 -وقال ابن حزم في"الفِصَل" (3/ 252) ما نصه:
(فهذا إنسان جهل إلى أن مات أن الله -عز وجل- يقدر على جمع رماده، وإحيائه، وقد غفر له لإقراره وخوفه وجهله) ا. هـ
4 -وقال الإمام ابن الوزير اليماني في كتابه (إيثار الحق على الخلق) ما نصه:
(وإنما أدركته الرحمة لجهله وإيمانه بالله والمعاد ولذلك خاف العقاب، وأما جهله بقدرة الله تعالى على ما ظنه محالاً فلا يكون كفراً إلا لو علم أن الأنبياء جاءوا