س20: إذا تبين أن مذهب المرجئة هو حصر الكفر بالاستحلال، فما الجواب عن قول الإمام الطحاوي في عقيدته حيث قال: (ولا نكفر أحداً من أهل القبلة بذنب ما لم يستحله) ؟
ج/ الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فالجواب عن ذلك، أن هذه العبارة تحتمل أمرين:
الأول: أن الإمام أبا جعفر -رحمه الله- كان مرجئاً، بسبب تقييده الكفر بالاستحلال دون سواه.
والثاني: أو يكون أراد بذلك الرد على الخوارج، القائلين بالتكفير بمطلق الذنوب.
والتحقيق هو الأول، أنه كان مرجئاً، يدلك على ذلك أنه حصر الكفر بالجحد في موضع آخر، بقوله:
(ولا يخرج العبد من الإيمان إلا بجحود ما أدخله فيه) وهذا يدل على إرجائه دلالة ظاهرة، وسيأتي ذكر كلام من انتقده من أهل العلم على هذه العبارة.
وقد اغترّ بعض المعاصرين بهذه العبارة (لا نكفر أحداً من أهل القبلة بذنب ما لم يستحله) ، وظنوا أنها على إطلاقها -عند أهل السنة- وهذا خطأ ظاهر، وإنما أرادوا بذلك الرد على الخوارج الذين كفّروا بالذنب مثل: الزنا والسرقة، والشرب، وأمثال ذلك من الأشياء التي لا يتضمن فعلها ترك الإيمان بالكلية، ودونك بعض أقاويلهم في ذلك:
1 -قال شيخ الإسلام في (الفتاوى) (12/ 474) ما نصه: (ولهذا قال علماء السنة في وصفهم(اعتقاد أهل السنة والجماعة) أنهم لا يكفرون أحداً من أهل القبلة بذنب، إشارة إلى بدعة الخوارج المكفرة بمطلق الذنوب) ا. هـ