أن الله أخبر عن القرآن وغيره من الكتب الإلهية أنه حاكم بين الناس فيما اختلفوا فيه قال تعالى {وأنزلنا معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه} البقرة (213) ، والقول بأن آيات الصفات لا يعلم معناها إلاّ الله يلزم منه أن الخلاف الذي وقع بين أهل هذا الدين في أعظم مسائله ليس في القرآن الحكم فيه وهذا خلاف ما دل عليه القرآن من أنه حاكم بين الناس.
الدليل الخامس:
ــــــــ
أن القرآن مليء بآيات الصفات كما تقدم والقول بأنها لا يعلم معناها، ويجب فيها التفويض الكلي يلزم منه أن الله تكلم في كثير من القرآن بما لا فائدة فيه وهو محال إذ يلزم منه العبث وهو نقص.
الدليل السادس:
ــــــــ
أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- تكلم في نصوص الصفات في أحاديث كثيرة وفي الصحيحين من ذلك جملة وافرة، فمما رواه البخاري: قال عليه الصلاة والسلام (لما خلق الله الخلق كتب في كتابه وهو يكتب على نفسه وهو وضع عنده على العرش - إن رحمتي تسبق غضبي) (1) ، [[فتح الباري 13/ 384] ]
وقال (إن الله لا يخفي عليكم أن الله ليس بأعور وإن المسيح الدجال أعور العين اليمنى) (2) [[فتح الباري رقم الحديث 38913] .
وقال (يجمع الله المؤمنين يوم القيامة كذلك فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا يريحنا من مكاننا هذا فيأتون آدم فيقولون يا آدم أما ترى الناس، خلقك الله بيده ... الحديث) (3) [[فتح الباري 13/ 392] ].
وقال (يد الله ملآى لا يغيضها نفقة .. وبيده الأخرى الميزان يخفض ويرفعه) (4)