بالذات للإشارة الحسية، فإذا قبل القسمة، فهو الجسم، وإن لم يقبلها، لا فعلا، ولا وهما، ولا فرضا، فهو الجوهر الفرد، بناء على أن الأجسام تنقسم إلى ما يصير إلى الجزء الذي لايتجزء، وعندهم الجوهر منحصر في هذين القسمين، وأقل ما يتركب منه الجسم، جوهران من الجواهر المنفردة، ينظر شرح المواقف للجرجاني 2/ 343 ـ 345، شرح العقائد النسفية للتفتازاني ص 49، وأما العرض عندهم فهو موجود قائم بمتحيز، وأدخلوا تحت هذه القسمين، كل ما يشاهد، أو يحس كالهواء، فهو جسم، أما الضوء، واللون، فهما عرضان، ينظر المواقف للايجي، وهم مع ذلك ينفون أن يكون الله تعالى جسما، أو عرضا، ولا يعرف في الشاهد موجود غير هذين، فيلزمهم أنه غير موجود، نقول هذا من باب الإلزام، وليس إثبات هذه الألفاظ أو نفيها، إذ سيأتي الكلام على هذا لاحقا إن شاء الله تعالى]]
لم نشهد موجودا إلا جسما أو عرضا قائما به، ونحن مع ذلك لم نشهد وجود الله، ولم نعرف ماهيته، ولا نظيراً له سبحانه، إذ ليس لها نظير، أفيقال: إنا إذا أثبتنا وجوده، يلزمنا تشبيهه سبحانه بوجود ما سواه، أم يقال: إذا قلنا وجوده ليس مشابها لوجود سواه، يلزمنا التفويض في معني الوجود وأنا لا نعقل منه شيئا؟!!
حل عقدة باب الصفات:
ــــــــــــــ
فإن قيل فما حل هذه العقدة، بعد هذه الحجة الجدلية، فالجواب: أن الناس اختلفت طرائقهم في اقتحام هذه العقبة، التي العقبة هذا الباب حقاً، إلا أن الخروج منها إلى الصراط المستقيم له باب واحد وسواه مفض إلى سحيقة أو تناقض.
فإن ناساً قد التزموا نفي كل شي لئلا يقعوا في التشبيه، قال أبو المعالي: (اعلموا أشدكم الله أن من أعظم أركان الدين نفي التشبيه، وقد أفتتن فيه فئتان، وابتلي به