أن الله تعالى ذم من لا يفهم القرآن فقال {وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستوراً، وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا} الإسراء (45) ، وقال تعالى {فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا} النساء (78) ، فلو كان المؤمنون لا يفقهون أعظم ما دل عليه لكانوا مشاركين للكفار والمنافقين فيما ذمهم الله تعالى به.
وقال تعالى {ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلاّ دعاءً صم بكم عميٌ فهم يعقلون} (171) ، وقال ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أتوا العلم ماذا قال آنفا، أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهواءهم محمد (16) ، فقد ذم من لم يكن حظه من السماع إلاّ سماع الصوت دون فهم المعنى واتباعه، فكيف يكون أراد من نصوص الصفات ما ذمه الله من السماع الخالي من الفهم والعقل (1) . [[ينظر مجموع ابن تيمية 5/ 158 ـ 159] ]
وقال أيضاً {ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلاّ أماني وإن هم إلاّ يظنون} البقرة (78) ، قال ابن جرير {لا يعلمون ما في الكتاب الذي أنزله الله ولا يدرون ما أودعه من حدوده وأحكامه وفرائضه كهيئة البهائم} ثم روى عن ابن عباس رضي الله عنهما مثل هذا (2) . [[تفسير ابن جرير 1/ 259 ـ 260] ]
الدليل الثالث:
ـــــــ
أن الله أخبر عن القرآن أنه أنزله تبيانا لكل شيء قال تعالى {ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين} النحل (89) ، ومقتضى كونه تبيانا لكل شيء وجود البيان الشافي فيما يجب ويستحيل ويجوز بالنسبة لله فيه.
الدليل الرابع:
ــــــــ