الأمر الثالث:
ــــــ
الاعتماد على طريق ضعيف، إما من جهة ضعف بعض الرواة أو من جهة خطأ الثقة فيما روى، ومن أمثلة هذا الأخير:
قال ابن الجوزي (قوله تعالى(( إلاّ أن يأتيهم الله ) )، كان جماعة من السلف يمسكون عن الكلام في مثل هذا، وقد ذكر القاضي أبو يعلى عن أحمد أنه قال (المراد قدرته وأمره) وقد بينه في قوله تعالى {أو يأتي أمر ربك} ) [[زاد المسير 1/ 225] ]
ولم يزد ابن الجوزي على هذا، وهذا الذي ذكره القاضي، قد رواه حنبل ابن عم الإمام في ذكر محنة أحمد المشهورة، أنه لما احتج عليه المعتزلة بحديث (اقرؤوا البقرة، وآل عمران، فانهما يجيئان يوم القيام كأنهما غمامتان، تحاجان عن صاحبهما) في خلق القرآن، وزعموا أنه لا يوصف بالمجئ والإتيان إلاّ المخلوق، عارضهم بقوله تعالى (هل ينظرون إلاّ أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام) قال: إنما يأتي أمره، يريد أن الذي يأتي ثواب القرآن، قال ابن تيمية (ولم ينقل هذا غيره ممن نقل مناظرة أحمد في ذلك، فمنهم من قال، لم يقل أحمد هذا، وقالوا حنبل له غلطات معروفة وهذا منها) (2) . [[أنظر مجموع الفتاوى 5/ 399، وحنبل موثق أنظر المنهج الاحمد في تراجم أصحاب احمد للعليمي 1/ 345] ]
وقال الذهبي عن حنبل: له مسائل كثيرة عن أحمد ويتفرد ويغرب [[السير 13/ 52] ]، وقال أبو بكر الخلال، قد جاء حنبل عن أحمد بمسائل أجاد فيها الرواية، وأغرب في شيء يسير) (4) . [[المنهج الاحمد 1/ 245] ]
وذكر ابن تيمية بعد ذلك، أن من الحنابلة من قال: إنما قال أحمد ذلك إلزاما لهم، أي كما أنكم تقولون يجيء أمره، فكذلك قولوا في القرآن، يجيء ثوابه، ولا تقولوا