أهل الحديث)، وقال الغزالي في المستصفى (الأظهر أن هذا الخبر غير صحيح) وقال الداودي الشارح (هذا الحديث غير محفوظ) فتح الباري 8/ 338]]
ذكر ابن حجر هذا في شرح حديث ابن عمر الذي رواه الشيخان، وغيرهما، قال (لما توفي عبد الله بن أبيّ جاء ابنه عبد الله إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .. مذكر أن عمر قال للنبي -صلى الله عليه وسلم- لما أراد أن يصلي على بن أبيّ أتصلي عليه وهو منافق فقال إنما خيرني الله فقال(استغفر لهم أو لا تستغفر لهم .. الآية فقال سأزيده على السبعين ... الحديث) (2) . [[فتح الباري 8/ 337] ]
ومعلوم أن من كان لا يعرف مثل هذه الأحاديث فبضاعته مزجاة في ما هو دون ذلك من أقوال الصحابة والتابعين المنثورة في كتب التفسير وأجزاء الحديث، فلا يستغرب إذن أن يخطأ مثل هؤلاء في نقل مذهب السلف، وإن كان في أهم مسائل الدين، بينما يصيب من يقول (وقد طالعت التفاسير المنقولة عن الصحابة، وما رووه من الحديث، ووقفت من ذلك على ما شاء الله تعالى، من الكتب الكبار، والصغار أكثر من مائة تفسير، فلم أجد - إلى ساعتي هذه - عن أحد من الصحابة، أنه تأول شيئاً من آيات الصفات، أو أحاديث الصفات بخلاف مقتضاها المفهوم المعروف، بل عنهم من تقرير ذلك وتثبيته، وبيان أن ذلك من صفات الله ما يخالف كلام المتأولين ما لا يحصيه إلاّ الله، وكذلك فيما يذكرونه آثرين وذاكرين عنهم شيء كثير) (3) وهو ابن تيمية رحمه الله [[مجموع الفتاوى 6/ 394] ].ويقول (والله يعلم أني بعد البحث التام ومطالعة ما أمكن من كلام السلف ما رأيت كلام أحد منهم يدل لا نصّاً ولا ظاهراً على نفي الصفات الخبرية ... ) (4) المصدر السابق [[5/ 109] ].
وهاتان عبارتا شيخ الإسلام ابن تيمية، وهما تدلان على أن ذكره لمذهب السلف يقوم على استقراء تام، ولذلك تحدى من يأتي بخلاف ما ذكر، وأمهل المخالفين ثلاث سنين، ففتشوا الكتب فظفروا بما تقدم من آية القبلة فحسب، وهي غير دالة على ما قصدوه. (5) . [[المصدر السابق 6/ 15] ]