الصفحة 35 من 87

، أي تستقبلوا فقول مجاهد فثم قبلة الله هو باعتبار أن الوجه والجهة واحد، فهو تفسير في هذا الموضع لهذه الكلمة بحسب اللغة، وما دل عليه السياق ولو أنه قال وجه الله المراد ذاته، وليس لله صفة هي الوجه لصح بذلك العقل عنه أنه يقول بجواز التأويل الاصطلاحي (3) [[انظر مجموع فتاوى ابن تيمية 6/ 16، 2/ 428، 3/ 139] ].

الأمر الثاني: مما يسبب الخطأ في النقل

ــــــــــــــــــــــ

هو قلة العلم بالأخبار، والآثار المنقولة، عن الصحابة، والتابعين، وأئمة السلف، قال ابن تيمية رحمه الله (وأما المتأخرون الذين لم يتحروا متابعتهم، وسلوك سبيلهم، ولا لهم خبرة بأقوالهم، وأفعالهم، بل في كثير مما يتكلمون به في العلم ويعملون به، لا يعرفون طريق الصحابة والتابعين في ذلك، من أهل الكلام، والرأي والزهد، والتصوف، فهؤلاء تجد عمدتهم في كثير من الأمور المهمة في الدين، إنما هو عما يظنونه من الإجماع، وهم لا يعرفون في ذلك أقوال السلف البتة، أو عرفوا بعضها ولم يعرفوا سائرها) (4) . [[المصدر السابق 13/ 25] ]

وقد تقدم ما يبين صحة هذا الذي حكاه هذا الإمام، ومما يزيد تأكيد هذا الأمر عدم معرفة بعض المتكلمين في مسائل الصفات والعقائد لأحاديث الصحيحين المشهورة، قال ابن حجر رحمه الله (واستشكل فهم التخيير من الآية حتى أقدم جماعة من الأكابر على الطعن في صحة هذا الحديث مع كثرة طرقه واتفاق الشيخين وسائر الذين خرجوا الصحيح على تصحيحه، وذلك ينادي على منكري صحته بعدم معرفة الحديث وقلة الاطلاع على طرقه) (1) [[ثم قال ابن حجر: قال ابن المنير مفهوم الآية زلت فيه الأقدام، حتى أنكر القاضي أبو بكر الباقلاني صحة الحديث ... ولفظ القاضي أبي بكر في التقريب (هذا الحديث من أخبار الآحاد التي لا يعلم ثبوتها) ، وقال إمام الحرمين في مختصره، (هذا الحديث غير مخرج في الصحيح) وقال في البرهان (لا يصححه

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام