وفي هذا دلالة على أن عدم جمع الروايات، هو السبب في نسبة القول بأن آيات الصفات من المتشابه الذي لا يعلم معناه المخالف للظاهر، نسبته إلى السلف (3) . [[أي الخطأ في فهم عباراتهم، بسبب عدم ضمها إلى سائرها، هو السبب في نسبة هذا القول إليهم، من بعض الأئمة، ومن أمثلة هذا قول الإمام الطبري (لان له المشارق والمغارب وأنه لا يخلو منه مكان) التفسير 2/ 528، ويعني بذلك لا يخلو من علمه، ويدل على أن هذا مراده، قوله في نفس الكتاب (وعنى بقوله(هو رابعهم) بمعنى أنه مشاهدهم بعلمه، وهو على عرشه) 28/ 12] ]
وأما نسبة التأويل إليهم مما يرجع إلى هذا الأمر الأول فله مثالان:
الأول: ما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى {يوم يكشف عن ساق} أن المراد به الشدة، أي أن الله يكشف عن الشدة في الآخرة، وقال أيضاً (عن أمر عظيم) (4) [[رواه الطبري في التفسير 29/ 38] ]، وليس هذا من باب التأويل - بمعنى صرف اللفظ عن ظاهره الذي يدل عليه - فإن ظاهر القرآن لا يدل على أن هذه من الصفات، (فانه قال - تعالى -(( يوم يكشف عن ساق ) )، وهي نكرة في سياق الإثبات لم يضفها إلى الله، ولم يقل ساقه فمع عدم التعريف والإضافة، لا يظهر أنه من الصفات إلاّ بدليل آخر، ومثل هذا ليس بتأويل، وإنما التأويل صرف الآية عن مدلولها، ومفهومها، ومعناها المعروف) (1) . [[الفقرة بين القوسين من كلام شيخ الإسلام المجموع 6/ 394] ]
الثاني: قوله تعالى (ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله) البقرة (115) فقد جاء عن مجاهد أنه قال (قبله الله) (2) [[تفسير الطبري 2/ 536،، والأسماء والصفات للبيهقي ص 391، ونقل عن الشافعي أنه قال (يعني والله اعلم فثم الوجه الذي وجهكم الله إليه] ]، فظن بعض الناس أنه من باب التأويل وليس كذلك أيضاً فإن الوجه هو الجهة، يقال قصدت هذا الوجه وسافرت إلى هذا الوجه كما في قوله تعالى {ولكل وجهة هو موليها} البقرة(148) ، والجهة هي القبلة ولذلك قال فأينما تولوا