الضرب الثاني:
ـــــــــ
فيه حكاية ما كانوا عليه في بعض الصفات خاصة مما هو من جنس ما يذهب أهل التأويل إلى تأويله بما يدل على مذهبهم في سائرها.
الضرب الثالث:
ـــــــــ
نصوص خاصة عن أئمة السلف في هذا الباب تدل على أنهم لا يصرفون نصوص الصفات عن ظاهرها ويعلمون معانيها.
أما الضرب الأول: فمن ذلك:
ــــــــــــــــ
(1) قال الأوزاعي رحمه الله (كنا والتابعون متوافرون نقول إن الله عز وجل فوق عرشه ونؤمن بما ورد في السنة من صفاته) (1) . [[رواه البيهقي في الأسماء والصفات ص 515، وقال ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية إسناده صحيح 43] ]
ومعلوم أنه لا يريد مجرد الإيمان بحروف هذه الجملة (الله عز وجل فوق عرشه) ، ولكنه رحمه الله حكى ما كان عليه التابعون واتباعهم من الإيمان بعلوّ لله على عرشه فهما مما أخبر به سبحانه عن نفسه أنه استوى على عرشه وأنه في السماء، وقوله (نؤمن بما ورد في السنة من صفاته) لا يريد قطعا السنة فحسب، وإنما أراد التنبيه بالسنة على القرآن، فإذا كان ما في السنة من نصوص الصفات يجب الإيمان به فما في القرآن أولى وأحرى.
(2) قال الإمام الشافعي رحمه الله (القول في السنة التي أنا عليها، ورأيت عليها الذين