حدائق الفصول وجواهر الأصول المعروفة بالعقيدة الصلاحية
للإمام تاج الدين محمد بن مكي الحموي
1 -أَفْتَتِحُ المَقَالَ بِسْمِ اللهِ ... وَأَكِلُ الأَمْرَ إِلَى الإِلَهِ
2 -وأحمدُ اللهَ الذي قَدْ أَلهَما ... بفضلهِ دينًا حَنيفًا قَيّما
3 -حَمْدًا يكونُ مُبلغِي رِضوانَهْ ... فَهْوَ إلهي خَالقي سُبحانَهْ
4 -ثُمَّ أصلّي بعدَ حَمْدِ الصَّمَدِ ... على النبيِّ المصطفى محمَّدِ
5 -وأسألُ اللهَ إلهَ الخَلْقِ ... هدايةً إلى سَبيلِ الحقّ
6 -فهذِهِ قواعِدُ العقائِدِ ... ذكرْتُ منها مُعظَمَ المقاصِدِ
7 -نظمْتُها شِعرًا يخِفُّ حِفظُهُ ... وفَهمُهُ ولا يشِذُّ لفظُهُ
8 -حَكيتُ فيها أعدلَ المذاهبِ ... لأنَّه أنهَى مُرادَ الطالبِ
9 -جَمعتُها للملكِ الأمينِ ... النَّاصرِ الغازي صَلاحِ الدّينِ
10 -عزيزِ مصرَ قيصرِ الشَّامِ ومَنْ ... ملَّكَهُ اللهُ الحِجازَ واليمنْ
11 -ذي العَدلِ والجُودِ معًا والباسِ ... يوسفَ مُحيي دولةَ العباسِ
12 -ابنِ الأَجَلِّ السيدِ الكبيرِ ... أيوبَ نَجمِ الدينِ ذي التَّدبيرِ
13 -لا زالتِ الأيامُ طَوْعَ أمرهِ ... والسَّعْدُ يَسعى مَعَ جيوشِ نَصْرِهِ
14 -حتى ينالَ منتهى آمالِهِ ... مؤيَّدًا مُمَتَّعًا بآلهِ
15 -لما استفاضَ في الأنامِ مَيلُهُ ... إلى اعتقادِ الحقّ وهْوَ أهلُهُ
16 -حَكيتُ فيهِ أعدَلَ المذاهبِ ... إذْ كانَ أنهَى مُنتهَى المطالبِ
17 -مَخَّضتُ كُتْبَ الناسِ واستخرجْتُها ... لا فَضلَ إلا أنني ابتكرتُها
18 -لقَّبتُها حدائقَ الفصولِ ... ثمارُها جواهِرُ الأصولِ
19 -وها أنا أبدأُ بالحَدّ كمَا ... بدا بِهِ في القَولِ مَنْ تقدَّمَا
20 -لأنَّ مَن لم يعرِفِ الحُدودا ... أضاعَ مما يَطْلُبُ المقصُودا
21 -فإنْ رأيْتَ حُمرةً في خَطّي ... مُثبتَةً فهْيَ للفظِ شَرْطِ
22 -أو لفْظِ حدّ فانْفِ مَا عداهُ ... وحَرّرِ اللفظَ بحدِّ أداهُ
23 -أو نُكتةٍ تصلُحُ أن تُميَّزا ... وأنَّ ما فعلتُه تَحرُّزا
24 -أو رسمِ فَصلٍ فاعرِف الإشارةْ ... إذا أتَتْ كَيْ تُحْسِنَ العِبارةْ
25 -فإنَّما أوردتُهُ اضطِرارَا ... وقدْ ذَكرتُ ذلكَ استظهارَا