الصفحة 76 من 153

حرام! فأنتم إذن أحسن من الله؟ أنزل الله فيهم قوله تعالى: {ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون} ، وحذف الفاء من قوله: إنكم لمشركون يدل على قسم محذوف على حد قوله في الخلاصة:

واحذف لدى اجتماع شرط وقسم ... جواب ما أخرت فهو ملتزم

إذ لو كانت الجملة جوابا للشرط لاقترنت بالفاء على حد قوله في الخلاصة أيضا:

واقرن بفا حتما جوابا لو جعل ... شرطا لأن أو غيرها لم ينجعل

فهو قسم من الله جل وعلا أقسم به على أن من اتبع الشيطان في تحليل الميتة أنه مشرك، وهذا الشرك مخرج عن الملة بإجماع المسلمين، وسيوبخ الله مرتكبه يوم القيامة بقوله: {ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين} ، لأن طاعته في تشريعه المخالف للوحي هي عبادته، وقال تعالى: {إن يدعون من دونه إلا إناثا وإن يدعون إلا شيطانا مريدا} ، أي: ما يعبدون إلا شيطانا، وذلك باتباعهم تشريعه، وقال: {وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم} الآية، فسماهم شركاء لأنهم أطاعوهم في معصية الله تعالى، وقال عن خليله: {يا أبت لا تعبد الشيطان} الآية، أي: بطاعته في الكفر والمعاصي، ولما سأل عدي بن حاتم النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا} الآية، بين له أن معنى ذلك أنهم أطاعوهم في تحريم ما أحل الله وتحليل ما حرم، والآيات بمثل هذا كثيرة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام