الرابع: هل الأصل في الإقامة مثنى أو فرادى؟، وبالأول قال: أبو حنيفة [1] ، وبالثاني قال: مالك [2] والشافعي [3] .

الخامس: في قوله: (( قد قامت الصلاة ) )هل هو مرتان أو مرة واحدة؟، وبالأول قال: الشافعي [4] ، وبالثاني قال: مالك [5] .

فأما التكبير في أول الأذان/ [6] : فدليلنا عليه إجماع أهل المدينة [7] ، وأذان سعد (القَرَظِ) [8] .

(1) انظر: الحجة 1/ 83، الكتاب مع اللباب 1/ 59، المبسوط 1/ 129.

(2) انظر: الاستذكار 4/ 12، المنتقى 2/ 14، تنوير المقالة 2/ 6.

(3) انظر: الحاوي للماوردي 2/ 42، فتح العزيز 1/ 411، مغني المحتاج 1/ 136.

وهو مذهب أحمد، وعنه: هو مخير بين إفراد الإقامة وتثنيتها. انظر: مسائل الإمام أحمد لأبي داود ص 27، مسائل أحمد لابن هانئ 1/ 41، الإنصاف 3/ 66.

(4) في الجديد، وقال في القديم: لا يقول (قد قامت الصلاة) إلا مرة. انظر: البيان 2/ 66، فتح العزيز 1/ 411، روضة الطالبين 1/ 198، مغني المحتاج 1/ 136.

(5) وهو المشهور من المذهب، وروى عنه المصريون في مختصر ابن شعبان: يقول ذلك مرتين. انظر: المنتقى 2/ 14، عقد الجواهر 1/ 117، تنوير المقالة 2/ 6.

(6) نهاية لوحة/ 12 من هـ.

(7) انظر: الإشراف 1/ 215، التمهيد 18/ 314، شرح صحيح البخاري لابن بطال 2/ 231.

(8) في أ و ب: القرطي، وفي ت: القرظي، وهو من تصحيفات النساخ، والمثبت من هـ هو الصواب.

قال النووي رحمه الله في ترجمته: هو بإضافة سعد إلى القرظ - بفتح القاف - وهذا لا خلاف فيه عند أهل العلم بهذا الفن، ويقع في بعض نسخ الوسيط القرظي وهو خطأ فاحش بلا شك، وإنما هو سعد القرظ. تهذيب الأسماء 1/ 1/ 212.

وهو سعد بن عائذ المؤذن مولى عمار بن ياسر، وقيل: مولى الأنصار، المعروف بسعد القَرَظ وإنما قيل له القرظ؛ لأنه كان يتجر في القرظ الذي يدبغ به. ويقال اسم أبيه عبد الرحمن، روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأذّن في حياته بمسجد قباء، روى عنه ابناه عمار وعمر، وابن ابنه حفص بن عمر، نقله أبو بكر - رضي الله عنه - من قباء إلى المسجد النبوي، فأذّن فيه بعد بلال إلى أن مات، وتوارث عنه بنوه الأذان، عاش إلى أيام الحجاج. انظر: الاستيعاب 2/ 593، أسد الغابة 2/ 440، الإصابة 3/ 54.

وحديثه أخرجه البيهقي في كتاب الصلاة، باب من قال بإفراد قوله: قد قامت الصلاة 1/ 415 - 416 من طريق عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد بن عائذ القَرَظ حدثني عبد الله بن محمد بن عمار، وعمار وعمر ابنا حفص بن عمر بن سعد عن عمار بن سعد عن أبيه سعد القرظ أنه سمعه يقول: (( إن هذا الأذان أذان بلال الذي أمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإقامته وهو الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله ... ) )وفي إسناده عبد الرحمن بن سعد ضعيف كما قال الحافظ في التقريب ص 579. وذكر له الشيخ الألباني رحمه الله شاهدا من حديث أنس، وسلمة بن الأكوع، وبلال رضي الله عنهم. انظر نصب الراية 1/ 271، الثمر المستطاب 1/ 127.