وهذا الجزء خاتمة الأجزاء وهو ناقص من آخره، وينتهي في بداية (باب في الفرائض) عند قول الرسالة: (( وميراث الأم من ابنها الثلث إن لم يترك ولدا أو ولد ابن، أو اثنين من الإخوة ما كانوا فصاعدا ) ).
سبب اتخاذ النسخة التونسية أصلا:
النسخ الثلاث التونسية (أ) ، ونسخة رامبور (ب) ، والتيمورية (ت) لم تسلم من الأخطاء والسقط والتصحيف والتحريف، بل أحيانا تتفق هذه النسخ الثلاثة على ذلك في مواضع من هذا الكتاب.
وتميزت النسخة التونسية بأمور دفعتني إلى اختيارها واتخاذها أُمّاً أعتمد عليها في التحقيق، وهذه الأمور هي كالتالي:
1 -النسخة تامة: فهي النسخة الوحيدة الكاملة غير الناقصة كما تقدم وصفها.
2 -قدم النسخة: فقد فرغ الناسخ من كتابتها يوم الاثنين في أربع وعشرين صفر عام إحدى وثمانين وثمانمائة من الهجرة (881 هـ) والمؤلف توفي سنة (734 هـ) فهي قريبة العهد بعصر المؤلف، بينما نسخة رامبور (ب) ، ونسخة تيمور (ت) ، لا يعرف اسم الناسخ ولا تاريخ نسخهما.
3 -والنسخة التونسية خالية من الطمس إلا في كلمات يسيرة، وليس عليها آثار الأرضة والبلى والرطوبة.
أما النسخة الأزهرية وإن كانت أقدم من النسخة التونسية (نسخت سنة 794 هـ) وأحسن هذه النسخ الأربعة والأخطاء والسقط فيها نادرة بالمقارنة مع النسخ الأخرى، إلا أنها ناقصة كما تقدم، ونصيبي منها أقل من ثلث الجزء المراد تحقيقه ولذلك لا يمكن اتخاذها أصلا.