إذن: الأصل الأول وهو العنصر الأول من عناصر لقاء اليوم المبارك: أن الإيمان بالرسل
أصل من أصول الإيمان.
الأصل الثاني: الإيمان بالرسل يكون مجملاً ومفصلاً، يكون مجملاً أي: من غير تعيين،
ومفصلاً أي بتعيين الأشخاص ومعرفة الأحوال، فالإيمان المجمل: أن تؤمن بأن الله -
تعالى- أرسل رسلاً وهؤلاء الرسل أرسلهم إلى الإنس والجن وأمر الله - تعالى- رسله أن
يبلغوا الناس دينهم وأن يوقفوهم على طريق الهداية والنجاة، إذن: أنت تؤمن بذلك
إيمانًا جازمًا وتؤمن بأن الرسول ذكر, بالغ, عاقل, يُوحى إليه، ذكر: لابد أن يكون
النبي رجلاً، النبي لابد أن يكون رجلاً، فلا يصح أن تتصور النبوة في حق امرأة فما
أرسل الله - تعالى- نبية ولا رسولة، وإنما جعل المرسلين والأنبياء من الرجال.
الأمر الثاني: لا تُتَصور النبوة والرسالة إلا في بني آدم، فليس في الجن رسول ولا
نبي وليس في البهائم رسول ولا نبي؛ لأن بعض الذين تدنت آرائهم في بعض مسائل
الاعتقاد وبالتحديد رجل معتزلي يسمى أحمد بن حابط ذكر أن الرسالة جعلها الله -
تعالى- في الأمم كلها فأمة النمل لها رسول وأمة النحل لها رسول وأمة الضفادع لها
رسول وأمة البهائم لها رسول، وهكذا، واستدل على ذلك بقول الله - تعالى-: ?وَإِن
مِّنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلا فِيهَا نَذِيرٌ ? [فاطر: 24] ، فدلل بذلك على مقولته
الفاسدة، وهذه مقولة حابطة، قالها أحمد بن حابط.
فالرسالة لا تكون إلا من بني البشر، فلابد أن يكون رجلاً, ذكرًا ولك أن تقول: هل
الجن لا يُتصور أن يوجد لهم الرسل أو أن يوجد من بينهم رسل؟ لا.. الجن يوجد من
بينهم النذر، الذين يُنذرون ويبينون ويوضحون فالنذر بين الجن كالعلماء بين الإنس،
ويدل على ذلك قول الله -عز وجل-: ?وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الجِنِّ
يَسْتَمِعُونَ القُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ