عنوان الفتوى : طواف المرأة للإفاضة وهي حائض
أكرمني الله بفريضة الحج هذا العام وكان موعد العادة الشهرية يوم 13 فخشيت أن تأتيني مبكرة وهذا يحدث كثيرا فأخذت حبوبا لتأخيرها، فما كان منها إلا أن نزلت يوم عرفة , أنا أغتسل عادة في اليوم الخامس لذلك اغتسلت فجر خامس يوم و طفت طواف الوداع رغم أن الدم مازال موجودا بتأثير هذه الحبوب مع تغير لونه وكميته، فما حكم حجتي؟ .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنقول للأخت السائلة إن اغتسالها في اليوم الخامس كان غير صواب لأن العادة الشهرية عند المرأة قد تزيد مدتها عما كانت عليه من قبل، ويكون الدم الزائد حيضا ما لم يتجاوز خمسة عشر يوما كما سبق بيانه في الفتوى رقم:67570، سواء تغير أو لم يتغير، وكان الواجب عليها أن تنتظر حتى ينقطع الحيض انقطاعا كليا أو يتجاوز خمسة عشر يوما فعند ذلك تغتسل وتطوف طواف الإفاضة وتسعى وبذلك يتم حجها، والظاهر من سياق السؤال أن طواف الإفاضة لم يحصل أو حصل في فترة الحيض، وعلى الاحتمالين فإنه ما زال باقيا عليها، وكذلك السعي الذي هو أحد الأركان إذا لم تكن قد أتت به بعد طواف صحيح فإنه ما زال باقيا عليها، ويلزمها الرجوع إلى البيت لتطوف طواف الإفاضة وتسعى بعده، ولا تحتاج إلى إحرام جديد من الميقات لأنها ما زالت على إحرامها الأول، وكنا قد وضحنا في الفتوى رقم: 50799، بيان ما يلزم من طافت وهي حائض فالرجاء مراجعتها، فإن عجزت عن الرجوع لمرض أو عجز عن نفقة أو نحو ذلك فهي كالمحصر، وقد بينا ما يفعله المحصر في الفتوى رقم: 34247، فلتراجعها، ولبيان ما يلزم من فعل المحظورات في هذه الفترة أي ما بين الحج الذي لم يتم والرجوع لإتمامه أو التحلل في حال العجز عن الرجوع فيرجى الاطلاع على الفتوى رقم:22527، والفتوى رقم:64931 ، وإنما قلنا إنها ترجع إن طافت وهي حائض ولو كانت قد سعت السعي الواجب، قلنا ذلك بناء على القول باشتراط الطهارة في الطواف، وأما على القول بعدم اشتراطها في الطواف فإن كانت قد طافت بالفعل وسعت السعي الواجب فلا يلزمها الرجوع إلى مكة بل يكفيها الهدي كما سبق بيانه في الفتوى رقم:50544، والفتوى المحال عليها فيها.