أرشيف المقالات

تفسير: (إذ تمشي أختك فتقول هل أدلكم على من يكفله فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها)

مدة قراءة المادة : 5 دقائق .
تفسير: (إذ تمشي أختك فتقول هل أدلكم على من يكفله فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها)

♦ الآية: ﴿ إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى ﴾ [طه: 40].
♦ السورة ورقم الآية: طه (40).
♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ ﴾ متعرِّفةً خبرك وما يكون من أمرك بعد الطرح في الماء ﴿ فَتَقُولُ ﴾ لكم: ﴿ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ ﴾ يرضعه ويضمه إليه، وذلك حين أبى موسى عليه السلام أن يقبل ثدي امرأة فلما قال لهم ذلك قولوا: نعم، فجاءت بالأُمِّ فدفع إليها، فذلك قوله: ﴿ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا ﴾ بلقائك وبقائك ﴿ وَلَا تَحْزَنَ ﴾ على فقدك ﴿ وَقَتَلْتَ نَفْسًا ﴾ يعني: القبطي الذي قتله ﴿ فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ ﴾ من غم أن تقتل به ﴿ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا ﴾ اختبرناك اختبارًا بأشياء قبل النبوة ﴿ فَلَبِثْتَ ﴾ مكثت ﴿ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ﴾ عشر سنين في منزل شعيب ﴿ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ ﴾ على رأس أربعين سنة، وهو القدر الذي يوحى فيه إلى الأنبياء عليهم السلام.
♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ ﴾ واسمها مريم، متعرفةً خبره، ﴿ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ ﴾؛ أي على امرأة ترضعه وتضمُّه إليها؛ وذلك أنه كان لا يقبل ثدي امرأة، فلما قالت لهم أخته ذلك، قالوا: نعم، فجاءت بالأم فضمته وألقمته ثديها فَقَبِل ثديها، فذلك قوله تعالى: ﴿ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا ﴾ بلقائك، ﴿ وَلَا تَحْزَنَ ﴾؛ أي: لأن يذهب عنها الحزن.
﴿ وَقَتَلْتَ نَفْسًا ﴾، قال ابن عباس رضي الله عنهما: كان قتل قبطيًّا كافرًا، قال كعب الأحبار: كان إذ ذاك ابن اثنتي عشرة سنةً.
﴿ فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ ﴾؛ أي: من غم القتل وكربه، ﴿ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا ﴾ قال ابن عباس رضي الله عنه: اختبرناك اختبارًا، وقال الضحاك ومقاتل: ابتليناك ابتلاءً، وقال مجاهد: أخلصناك إخلاصًا.
وعن ابن عباس في رواية سعيد بن جبير: أن الفتون: وقوعه في محنة بعد محنة، خلصه الله منها، أولها أن أمه حملته في السنة التي كان فرعون يذبح فيها الأطفال، ثم إلقاؤه في البحر في التابوت، ثم منعه الرضاع إلا من ثدي أمه، ثم أخذه بلحية فرعون حتى همَّ بقتله، ثم تناوله الجمرة بدل الدرَّة، ثم قتله القبطي، ثم خروجه إلى مدين خائفًا، فكان ابن عباس يقص القصة على سعيد بن جبير؛ فعلى هذا معنى فتناك: خلصناك من تلك المحن كما يفتن الذهب بالنار فيخلص من كل خبث فيه، والفتون: مصدر.
﴿ فَلَبِثْتَ ﴾ فمكثت؛ أي: فخرجت من أرض مصر فلبثت ﴿ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ﴾؛ يعني: ترعى الأغنام لشعيب عشر سنين، ومدين: بلدة شعيب عليه السلام على ثماني مراحل من مصر، هرب إليها موسى، وقال وهب: لبث عند شعيب عليه السلام ثمانيًا وعشرين سنةً؛ عشر سنين منها مهر ابنته "صفيرا" بنت شعيب، وثماني عشرة سنةً أقام عنده حتى ولد له.
﴿ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى ﴾ قال مقاتل: على موعد، ولم يكن هذا الموعد مع موسى؛ وإنما كان موعدًا في تقدير الله، قال محمد بن كعب: جئت على القدر الذي قدرت لك أنك تجيء، وقال عبدالرحمن بن كيسان: على رأس أربعين سنةً، وهو القدر الذي يوحى فيه إلى الأنبياء، وهذا معنى قول أكثر المفسرين؛ أي: على الموعد الذي وعده الله وقدره أنه يوحى إليه بالرسالة، وهو أربعون سنةً.
تفسير القرآن الكريم

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣