عنوان الفتوى : دَفْع المأموم من يَمُرُّ بين يديه
هل يجوز لي أثناء أداء صلاة الجماعة خلف الإمام، مَدُّ ذراعي لإيقاف طفل صغير كان يركض بسرعة أمامنا، ولم يمنعه أحد من المصلين؟
استوقفني أحد المصلين بعد الصلاة، وقال لي إن تصرفي كان خاطئا، ولربما تسبب في إيذاء الطفل. فأجبته بأن هناك حديثا صحيحا بوجوب منع من يحاول المرور أمامي، ولو أصَرَّ فإنه شيطان يجب قتاله.
هل تصرفي صحيح أو خطأ؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فههنا مسألتان:
أولاهما: أنه هل يشرع للمأموم دفع المارِّ بين يديه، أو لا يشرع ذلك؟ فيه قولان لأهل العلم.
قال البهوتي في شرح الإقناع: فَإِنْ مَرَّ الْمَارُّ بَيْنَ يَدَيْ الْمَأْمُومِينَ فَهَلْ يُسَنُّ لَهُمْ رَدُّهُ، وَهَلْ يَأْثَمُ بِذَلِكَ الْمُرُورِ؟ احْتِمَالَانِ.
وَصَاحِبُ الْفُرُوعِ يَمِيلُ إلَى أَنَّ لَهُمْ أَيْ الْمَأْمُومِينَ رَدَّهُ، وَأَنَّهُ يَأْثَمُ بِذَلِكَ؛ لِعُمُومِ مَا سَبَقَ.
وَعَلَى هَذَا فَسُتْرَةُ الْإِمَامِ سُتْرَةٌ لِمَنْ خَلْفَهُ بِالنِّسْبَةِ إلَى عَدَمِ قَطْعِ صَلَاتِهِمْ بِمُرُورِ الْكَلْبِ الْأَسْوَدِ الْبَهِيمِ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ فَقَطْ. انتهى.
وعليه، فما فعلته مشروع عند بعض أهل العلم، وليس لهذا الرجل أن ينكر عليك -والحال هذه-؛ إذ لا إنكار في مسائل الاجتهاد، كما هو معلوم.
وثانية المسألتين: أن هذه حركة يسيرة، لا يؤثر مثلها في صحة الصلاة.
وقد بينا أقسام الحركة في الصلاة وأحكامها في الفتوى: 121351؛ فانظرها.
والله أعلم.