أرشيف المقالات

تفسير: (واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين)

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
تفسير: (واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين)

♦ الآية: ﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴾.
♦ السورة ورقم الآية: سورة البقرة (45).
♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ واستعينوا بالصبر ﴾ يعني بالصَّوم ﴿ والصلاة ﴾ لأنَّها تنهى عن الفحشاء والمنكر ﴿ وإنها لكبيرةٌ ﴾ لثقيلةٌ (يعني: وإنَّ الاستعانةَ بالصبر والصلاة لثقيلةٌ) ﴿ إلاَّ على الخاشعين ﴾ السَّاكنين إلى الطَّاعة وقال بعضهم: رجع بهذا القول إلى خطاب المسلمين فأمرهم أَنْ يستعينوا على ما يطلبونه من رضاءِ الله تعالى ونيل جنَّتِهِ بالصَّبر على أداء فرائضه (وهو الصَّوم) والصَّلاة.
♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ وَاسْتَعِينُوا ﴾: عَلَى مَا يَسْتَقْبِلُكُمْ مِنْ أَنْوَاعِ الْبَلَاءِ، وَقِيلَ: عَلَى طَلَبِ الآخرة، ﴿ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ ﴾: على تمحيض محو الذنوب أَرَادَ حَبْسَ النَّفْسِ عَنِ الْمَعَاصِي، وقيل: أراد بالصبر: الصَّبْرَ عَلَى أَدَاءِ الْفَرَائِضِ، وَقَالَ مجاهد: الصبر: الصَّوْمُ، وَمِنْهُ سُمِّيَ شَهْرُ رَمَضَانَ شَهْرَ الصَّبْرِ، وَذَلِكَ لِأَنَّ الصَّوْمَ يُزَهِّدُهُ فِي الدُّنْيَا وَالصَّلَاةَ تُرَغِّبُهُ فِي الْآخِرَةِ، وَقِيلَ: الْوَاوُ بِمَعْنَى عَلَى أَيْ: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ عَلَى الصَّلَاةِ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها ﴾ [التوبة: 132]، ﴿ وَإِنَّها ﴾، ولم يقل وإنهما، ردّ الكناية إِلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا، أَيْ: وَإِنَّ كُلَّ خَصْلَةٍ مِنْهُمَا، كَمَا قَالَ: ﴿ كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها ﴾[الْكَهْفِ: 33]، أَيْ: كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَإِنَّهُ لِكَبِيرٌ، وَبِالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لِكَبِيرَةٌ، فَحَذَفَ أحدهما اختصارًا، وقال المورّج: رَدَّ الْكِنَايَةَ إِلَى الصَّلَاةِ لِأَنَّهَا أَعَمُّ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها ﴾ [التَّوْبَةِ: 34] رَدَّ الْكِنَايَةَ إِلَى الْفِضَّةِ لِأَنَّهَا أَعَمُّ، وَقِيلَ: رَدَّ الْكِنَايَةَ إِلَى الصَّلَاةِ لِأَنَّ الصَّبْرَ دَاخِلٌ فِيهَا كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ ﴾ [التَّوْبَةِ: 62]، ولم يقل يرضوهما، لأن رضى الرسول داخل في رضى الله عزّ وجلّ، وَقَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ: رَدَّ الْكِنَايَةَ إِلَى الِاسْتِعَانَةِ، ﴿ لَكَبِيرَةٌ ﴾، أَيْ: لِثَقِيلَةٌ ﴿ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ ﴾، يَعْنِي: الْمُؤْمِنِينَ، وَقَالَ الْحَسَنُ: الْخَائِفِينَ، وَقِيلَ: الْمُطِيعِينَ، وَقَالَ مُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ: الْمُتَوَاضِعِينَ، وَأَصْلُ الْخُشُوعِ: السُّكُونُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ وَخَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ ﴾ [طه: 108]، فَالْخَاشِعُ سَاكِنٌ إِلَى طَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى.
 
تفسير القرآن الكريم

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢