عنوان الفتوى : نصائح لمن ابتلي بزوجة سليطة اللسان
السؤال
أنا رجل متزوج منذ ثلاث سنوات، ومشكلتي مع زوجتي أنها سليطة اللسان، وعندما أرفض لها أمرًا تتعمّد إهانتي، والتقليل منّي، ومن عملي، ومن منزلي الذي ورثته عن والدي في منطقة شعبية، وتعبّر عن استيائها من العيش فيه، مع أني وعدتها أن ننتقل إلى مكان أفضل عندما يفتح الله عليّ، ولكنها تريد بيع شقتي وشقة أخرى أنتفع بإيجارها؛ لأشتري شقة في مكان آخر، وأنا أرفض ذلك؛ لأن مبلغ الإيجار يعينني على نفقات بيتي، والشقة التي أعيش بها في بيت العائلة، ولن أستطيع إدخال غرباء ليعيشوا مع أهلي.
وكل مرة نختلف فيها تفتح نفس المواضيع، وترفع صوتها حتى أن أهل الشارع يسمعون حوارنا، وتذمّني، وتقول: إني فاشل، وتقول: "ألا يكفي أني أتحمّلك، وأتحمّل فشلك"، وقس على هذا كثيرًا من الكلام الذي يجعل صدري يضيق، وأنام كل ليلة وقلبي يحترق من الألم.
جربت أن أهجرها، لكنها تعود لتصالحني، وبعد ذلك بقليل يحدث خلاف، فتعود الأمور كما كانت، مع العلم أني أعمل في أكثر من مجال، ودخلي الشهري يقارب الآلاف، ولا أحرم بيتي من أي شيء، وراتبها يضيع على ملابسها وزينتها، وأحيانًا تشتري الملابس والألعاب لابنتنا، ولا يدخل جيبي منه شيء، والخلافات التي بيننا في الأغلب على أشياء صغيرة، مثل نسياني إغلاق المروحة، أو عدم إعادة كوب الشاي للمطبخ، أو عدم تعليق ملابسي، ومن النادر أن تكون مشاكل كبيرة.
جربت الضرب غير المبرح، فلم يأتِ بخير، وحاولت أن أجعل أهلها يتدخلون بيننا، لكنها ترفض؛ بحجة أن أهلها لديهم مشاكلهم، ولا تريد زيادة همّهم، وأنا أخشى على ابنتي إذا طلقتها، ولا أعرف الحل، فأفيدوني -أفادكم الله-.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنصيحتنا لك ألا تيأس من استصلاح زوجتك؛ وأن تصبر عليها، وتستعين بالله تعالى، وتعاود سلوك وسائل إصلاحها، وانظر الفتوى: 119105.
وننصحك أن تتعاون مع زوجتك على تقوية صلتها بربّها، وتحثها على مصاحبة الصالحات، وسماع المواعظ النافعة.
وننصحك بالاجتماع معها على الذكر، وتلاوة القرآن، ونحو ذلك؛ فإن استقامتها في دينها، موجبة لاستقامة أخلاقها مع زوجها؛ وانظر الفتوى: 18106.
وإذا لم ترجع زوجتك وتعاشرك بالمعروف؛ فلا مانع من توسيط بعض الصالحين، ولو من غير الأقارب؛ ليصلحوا بينكما.
وإذا لم يفد ذلك كله؛ فالطلاق آخر العلاج، وراجع الفتوى: 322393.
والله أعلم.