عنوان الفتوى : حكم طول التغرب عن الزوجة والأولاد لغير حاجة
تزوجت، وأنا أعمل وطبيعة عملي هي السفر. وبعد 4 سنوات من الزواج أصبحت زوجتي تضغط علي بسبب سفري وبُعدي عنها وعن طفلي، فوعدتها أن أنتهي من السفر بعد مدة معينة، وقد اقتربت هذه المدة.
أنا بالفعل أحب عملي وأرى مصلحتي فيه، وإن انتهيت من السفر يقع علي ضرر كبير في عملي، مما يؤثر على مستقبلي المهني.
فهل في تراجعي عن وعدي لها فيه مخالفة شرعية؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإخلاف وعدك لزوجتك بترك السفر؛ ليس محرما؛ فالوفاء بالوعد مستحب غير واجب عند جماهير العلماء. وانظر الفتوى: 390085
لكن نصيحتنا لك أن تفي بوعدك لزوجتك بترك السفر، أو تنقلها معك إلى مكان العمل إن أمكنك ذلك؛ فاجتماع الزوجين يشتمل على مصالح كثيرة، ولذلك لا ينبغي للزوج التغرب عن زوجته لغير حاجة أكيدة.
قال ابن عبد البر -رحمه الله- في التمهيد: ... طول التغرب عن الأهل لغير حاجة وكيدة من دين أو دنيا لا يصلح ولا يجوز، وأن من انقضت حاجته لزمه الاستعجال إلى أهله الذين يمونهم ويقوتهم. انتهى.
وقال الشيخ عطية صقر -رحمه الله- (من علماء الأزهر): فإني أيضا أنصح الزوج بألا يتمادى في البعد؛ فإن الذى ينفقه حين يعود إليها في فترات قريبة سيوفر لها ولأولاده سعادة نفسية وعصمة خُلُقية لا توفرها المادة التي سافر من أجلها. انتهى من فتاوى دار الإفتاء المصرية.
وللفائدة راجع الفتوى: 10254
والله أعلم.