عنوان الفتوى : نصيحة لمن ابتليت بزوج يراسل الفتيات

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السؤال

أرجو منكم نصحي في هذا الموقف، وتقديم الحلّ المناسب.
أنا متزوجة منذ أربع سنوات، ولديّ طفلان، وحياتي كلّها مشاكل، وأصبح لديّ اكتئاب عند ولادة طفلي الأخير منذ سنتين، ولم أستكمل العلاج، وتحمّلت إهانات وضرب زوجي لأعيش، وفجأة اكتشفت أنه يكلّم بنات على الواتس والفيس بألفاظ سيئة جدًّا، مع ذكر كل شيء في الجسم، وصور لفتيات عرايا، وهو مدرس، ولم أتوقع هذا الشيء أبدًا، وقال: عادي؛ فأنا رجل أفعل ما شئت، وليس عليك حسابي، ولا تتجسّسي عليّ.
في هذا الوقت أصبحت أفعال الحرام لديه شيئًا عاديًّا جدًّا، وأصبحت مشتتة، مع أنه كان قدوتي في الدِّين والحياة.
لا أريد التكلّم مع أحد، ولا أريد شيئًا سوى الموت؛ بسبب هذا الألم الفظيع، ولم أعد أنتبه لأولادي، ولا أستطيع التحدّث مع أحد، ولا أنام، وهاتفه مغلق برقم سري، وأستطيع معرفته في أي وقت، فأرجو منكم حلًّا سريعًا، وأريد علاجًا للاكتئاب الحاليّ؛ لأنني أفكر كثيرًا في الانتحار. ولكم جزيل الشكر.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فنسأل الله تعالى أن يفرّج همّك، وينفّس كربك، ويصلح حال زوجك.

ونوصيك بالصبر؛ فعاقبة الصبر خير في الدنيا والآخرة، ولمعرفة بعض فضائله، انظري الفتوى: 18103.

ونوصيك بكثرة الدعاء، وسؤال الله تعالى حاجتك، والتضرّع والانكسار بين يديه؛ فإنه -سبحانه- خير مدعوّ، وأفضل مجيب، وهو القائل في محكم كتابه: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ {النمل:62}.

وتجدين في الفتوى: 119608 آداب الدعاء، وأسباب استجابته.

واحرصي أيضًا على الإكثار من ذكر الله؛ لتخففي عن نفسك آلام التفكير وضغوطه، قال تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {الرعد:28}.

ويجب عليك الحذر من التفكير في الانتحار، فضلًا عن الإقدام عليه بالفعل، فليس هو بعلاج، أو حلّ لمشكلة، كما قد يزيّن الشيطان لصاحبه، بل عاقبته خسران الدنيا والآخرة، كما هو مبين في الفتوى: 10397.

  وما ذكرته عن زوجك، فعل قبيح، وإثم مبين، خاصة أنه متزوج، فكيف يرتضي هذا الخبث وعنده زوجته التي يمكنه أن يعفّ بها نفسه! والأدهى والأمرّ أن يجادل بالباطل؛ ليسوّغ لنفسه ما يفعل، وهذا من أخطر الأمور، قال تعالى: أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {فاطر:8}.

 واعملي على مناصحته بالحسنى، وتذكيره بالله، وأليم عقابه، إن هو لقي ربّه على هذه الحال ولم يتب.

فإن رجع إلى رشده وصوابه، وتاب إلى ربه، فالحمد لله، وإلا فيسعك فراقه بالطلاق، أو الخلع، بل فراق مثله مستحب، وانظري الفتوى: 246085.

وننبهك في الختام إلى أنك إن قمت بالتجسس على هاتفه؛ فالواجب عليك التوبة من ذلك، فالتجسس محرّم، وقد نهى عنه الشرع الحكيم، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا {الحجرات:12}، وفي الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ؛ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلَا تَحَسَّسُوا، وَلَا تَجَسَّسُوا... الحديث.

  وفي موقعنا قسم للاستشارات النفسية والاجتماعية وغيرها، فيمكنك الكتابة إليهم، فربما أفادوك بالمزيد من التوجيهات، أو وصفوا لك بعض العقاقير المهدئة، وهذا هو العنوان:

                http://consult.islamweb.net/consult/index.php

 والله أعلم.

أسئلة متعلقة أخري
هل يجب على الزوجة خدمة أم زوجها المقعدة؟
طرد الزوج زوجته من غرفة نومه وإخباره إياها بأنه سيتزوج من يقيم معها علاقة بالهاتف
حكم طول التغرب عن الزوجة والأولاد لغير حاجة
إتلاف الزوج هاتف زوجته لمنعها من مواقع التواصل
هل يحق للأب منع ابنته من الحديث مع زوجها قبل الدخول؟
طاعة المرأة لزوجها إذا أراد مكالمة مرئية وهو مسافر
وجوب إخدام الزوجة المريضة
اعتراض أهل الزوجة على سفرها
هل يجوز لمن لا يرضى زوجها بإخبار أهلها بالحمل أن تخبرهم؟
الموازنة بين طلاق وإمساك الزوجة التي تراسل الأجانب بكلام إباحي
حكم من صامت تطوعا بدون إذن زوجها وأراد معاشرتها فاستجابت له
انتفاع المرأة ببدل السكن في حاجاتها دون استئذان زوجها أو صرفه في أجرة المنزل
إرشادات لمن خانته زوجته في فراشه
تشبيه الزوج زوجته بالرجل من سوء العشرة