عنوان الفتوى : من علمت أن زوجها يشاهد الأفلام الإباحية، فهل تواجهه أم تطلب الطلاق؟
السؤال
زوجي أدمن مشاهدة الأفلام الإباحية، وهو مقصّر في العلاقة الجنسية، وهو لا يعلم أنني على علم بذلك، فهل أطلب الطلاق، أم أواجهه؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمشاهدة الأفلام الإباحية بلاء وبيل، وشر مستطير، وباب للفتنة عظيم، كما بينا في الفتوى: 3605.
والإصرار على مشاهدة هذه الأفلام، يبيح للزوجة طلب الطلاق من زوجها؛ لكونه نوعًا من الفسق، وراجعي الفتوى: 104600، والفتوى: 37112، ولكن هذا لا يعني الاستعجال في طلب الطلاق، بل ينبغي للمرأة أن تسعى في إصلاح زوجها، وذلك بعدة أمور:
أولها: الدعاء له، وسؤال الله عز وجل له الهداية، وهو سبحانه قادر على هدايته، كما قال في محكم كتابه: وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ {يونس:25}، فمن تضرع إليه وأظهر الافتقار بين يديه، فلن يخيب ظنه، فقد قال: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}، وانظري الفتوى: 119608.
الثاني: بذل النصح له بطريق غير مباشر؛ وذلك بتشغيل بعض المقاطع الصوتية المشتملة على محاضرات، ومواعظ تذكّر بالله عز وجل ولقائه، وتحثّ على الاستقامة على الطاعة، واجتناب المعاصي، ومراقبة الله سبحانه، وحفظ الجوارح، ونحو ذلك مما يمكن أن ينفعه، ويبعث الإيمان في قلبه.
الثالث: إن لم ينفعه النصح غير المباشر، فينبغي بذل النصح له مباشرة، وبأسلوب طيب؛ فذلك أرجى لأن يؤتي معه النصح ثمرته الطيبة، ففي صحيح مسلم عن عائشة -رضي الله عنها- عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه.
فإن تاب إلى الله وأناب وانتهى عن مشاهدة هذه الأفلام، فالحمد لله، وإلا فانظري في الأصلح في أمر فراقه، أو البقاء في عصمته، مع الاستمرار في مناصحته، ومحاولة إصلاح حاله.
والله أعلم.