عنوان الفتوى : طلاق من يعيقها المرض من القيام بأعباء البيت
أنا متزوج منذ 8 شهور، وزوجتي تعاني من مرض مزمن (قولون تقرحي) ولم أكن أعلم بظروف هذا المرض، ولم يتحدث أحد من أهلها معي بخصوص هذا المرض قبل الزواج، وحتى الآن، وزوجتي في فترة الخطوبة لم توضح لي بالكامل عن ظروفها، وبالتالي لا أعلم مدى تأثير هذا المرض على الحياة الزوجية، ككثرة النوم، وتقصيرها تجاه مسؤولية البيت، والرعاية، وقرار الأطباء بتأجيل فترة الحمل، لعدم إمكانية وقف العلاج، والتخوف من تشوهات.
أنا في حيرة!! هل تستطيع زوجتي حمل مسؤولية طفل؟ فأنا أراها دائمًا في حالة تعب وخمول، بسبب كثرة أخذ الأدوية، مما يعيقها من أداء واجباتها تجاه البيت.
كما أن علاقاتها بأهلي ليست بأفضل حال، وقد تحدثت معها كثيرًا لإصلاح علاقتها بأهلي، ولكن دون جدوى، فهي في أكثر الأوقات حالتها النفسية ليست على ما يرام، وهذا يؤثر عليَّ بالطبع. فما رأي الدين في إنهاء هذه العلاقة والانفصال؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجمهور العلماء على أن العيوب التي تثبت حق فسخ الزواج، ويجب بيانها للخاطب؛ هي العيوب التي يتعذّر معها الوطء، أو الأمراض المنفّرة أو المعدية، كالجنون والبرص والجذام ونحو ذلك، وانظر الفتوى: 53843.
أمّا عن حكم الطلاق في هذه الحال المذكورة في السؤال؛ فهو جائز لا حرج فيه، فالطلاق للحاجة مباح، وانظر الفتوى: 465196.
لكن إن صبرت على زوجتك، وأمسكتها بالمعروف؛ فهو أولى وأفضل. ولعل الله يشفيها ويرزقك منها الولد الصالح، قال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء: 19}.
جاء في تفسير الطبري -رحمه الله-: عن ابن عباس: "ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا"، والخير الكثير: أن يعطف عليها، فيرزق الرجل ولدها، ويجعل الله في ولدها خيرًا كثيرًا. انتهى.
والله أعلم.