عنوان الفتوى : العلاقات المحرمة تقود للفتنة والفساد والحرمان من النعم
السؤال
حدث بيني وبين شخص متزوج شيء من الحرام، أنا أحببته، وكنت في مرحلة اكتئاب خفيف، وآخذ دواء، وهي أول مرة أحب، ولم أكن صغيرة، في أواخر العشرين. لما رأيته دق قلبي، وارتبكت، وحاولت نسيانه، لكن عقلي وقلبي ظلا مشغولين به، وهو أيضا ضعفت نفسه، وتعودت عليه، وهو نادم لأنه أيضا ملتزم، وبعدها قررنا نبتعد عن اللقاء، ونفسيتي ضعفت، وهو ظل بجانبي، وأنا معه أحس بعذاب الشوق والتعود، وخاصة أني كنت بريئة قبل ما أعرفه، وسمعت أن علاقتنا هذه محرمة، وأن الله لن يجمعني به في الحلال. وأنا عايشة على أمل أنه في يوم ما يمكن يكون حلالا لي.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجب عليك المبادرة للتوبة النصوح من هذه العلاقة المحرمة؛ فإنها قد تقودك إلى ما هو أعظم من الفتنة والفساد، ولا يجوز شرعا أن تكون المرأة على علاقة عاطفية برجل أجنبي عنها؛ كما سبق بيانه في الفتوى: 30003، والفتوى: 4220. ولمعرفة شروط التوبة راجعي الفتوى: 5450، والفتوى: 29785.
والمعاصي قد تكون سببا في الحرمان من النعم، قال تعالى: وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ {النحل:112}.
يقول ابن القيم في كتابه الجواب الكافي: ومن عقوباتها (المعاصي) أنها تمحق بركة العمر، وبركة الرزق، وبركة العلم، وبركة العمل، وبركة الطاعة، وبالجملة أنها تمحق بركة الدين والدنيا، فلا تجد أقل بركة في عمره ودينه ودنياه ممن عصى الله، وما محيت البركة من الأرض إلا بمعاصي الخلق. قال الله تعالى: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ {الأعراف: 96} وقال تعالى: وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا * لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ {الجن: 16-17}.
وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه وفي الحديث: إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها، فاتقوا الله، وأجملوا في الطلب، فإنه لا ينال ما عند الله إلا بطاعته، وإن الله جعل الروح والفرح في الرضاء واليقين، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط. اهـ. فالبدار البدار إلى التوبة
وعليك بالاستمرار في الدعاء، فإن لم ييسر الله تعالى لك الزواج من هذا الرجل، فقد يبدلك من هو خير منه. واستعيني بقريباتك وصديقاتك؛ فالمرأة يجوز لها شرعا البحث عن الزوج الصالح، أو عرض نفسها على من ترغب في زواجه منها من الصالحين، كما هو مبين في الفتوى: 18430.
والله أعلم.