عنوان الفتوى : عواقب اللهاث وراء النساء في وسائل التواصل
السؤال
رسالة من صديق لي.
أنا رجل متزوج، ابتلاني الله بفتنة الفيس بوك، والتحدث مع النساء.
منذ وقت قصير تعرفت على امرأة متزوجة، ولديها طفلان. هي التي بدأت الحديث معي، كانت غير سعيدة مع زوجها، وقالت إنها تريد أن تطلب الطلاق سواء ظهرت في حياتها أم لم أظهر.
واتفقنا على الزواج بعد الطلاق، وكنا نتحدث عبر الهاتف بالساعات، وحدثت بيننا بعض المكالمات الجنسية. كنت أسجل المكالمات بيني وبينها لا لغرض فضحها أو تهديدها، ولكن لكي أرجع وأستمع إليها مرة أخرى. وفجأة حدث خلاف بيني وبينها، وقالت إني لا أريد أن أتحدث معك مرة أخرى. صدمت من قولها، وكنت قد افتتنت بها فتنة شديدة، كنت أقدمها على أهلي وعلى أولادي، وكانت إذا اتصلت بي في أي وقت من ليل أو نهار، أترك ما في يدي لكي أرد عليها، ولو كنت في عملي أترك عملي مهما حدث.
عندما سمعت منها ذلك، وأنها لا تريد أن تتحدث معي، غضبت جدا، وقمت بتشغيل المكالمات التي سجلتها وأسمعتها إياها. انهارت من البكاء وقالت: كيف تفعل ذلك؟ قلت لها: كنت أخشى من ذلك اليوم الذي تتركيني فيه. تحدثنا قليلا حتى اطمأنت، وطلبت مني حذف هذه التسجيلات؛ فقمت بحذفها، ثم عاد الاتصال بيننا، لكن ليس بنفس الطريقة السابقة، هي كانت حذرة مني. ومع مرور الوقت أحسست أنها تحدث أحدا غيري فأصابتني غيرة قاتلة.
واجهتها أنها على علاقة مع أحد آخر، أنكرت، لكن كان شكي يزداد يوما بعد يوم، فهددتها (وأنا لن أفعل تهديدي أبدا) مجرد تهديد فقط.
خافت مني، ونتيجة لهذا الخوف انخفض ضغطها، مما أدى إلى مشاكل صحية عندها، وصلت بوادر جلطة -عافانا الله وإياكم- وصعوبة في التحدث، وهي الآن مريضة طريحة الفراش. لم أكن أقصد أن أوصلها لهذه الحالة أبدا. لقد فتنت بها، وتعلق قلبي بها جدا، وكنت أتمنى الزواج بها.
ماذا أفعل؟
وماذا علي من ذنب في هذا الأمر؟
وكيف أتخلص من ذلك الذنب؟ حتى لا يقع عقاب من الله في أو في أولادي، أو في زوجتي؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنك قد جنيت على نفسك أولا وأنت تلهث وراء النساء في الفيسبوك لمحادثتهن، وهذا باب للفتنة عظيم، روى البخاري ومسلم عن أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال، من النساء.
ومن الغريب أن يصدر ذلك منك وأنت رجل متزوج، يمكنك الاستمتاع بزوجتك بالحلال، وإعفاف نفسك، فاستبدالك الذي هو أدنى بالذي هو خير، فيه كفران للنعمة.
ومن فتح على نفسه باب المعاصي، قاده ذلك إلى أمور لا تحمد عقباها، فإن المعصية تنادي على أختها، كما أن الحسنة تنادي على أختها.
فإضافة إلى محادثتك هذه المرأة والوقوع معها في علاقة عاطفية، وهي تحت زوج، فقد وقعت في نوع من التخبيب لها على زوجها بحديثك إليها عن زواجك منها بعد طلاقها من زوجها، فمثل هذا الحديث قد يكون حافزا للمرأة في السعي إلى الطلاق.
ومن ذلك أيضا تهديدك لهذه المرأة لابتزازها بهذه التسجيلات أو غيرها، روى أبو داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يحل لمسلم أن يروع مسلما. ولا يبعد أن يكون هذا التهديد وما أحدثه من خوف، سببا لإصابة هذه المرأة بهذا المرض.
وعلى كل، فالواجب عليك التوبة النصوح، وراجع شروط التوبة في الفتوى: 29785.
وعليك بالإحسان في المستقبل، والإكثار من الطاعات، والدعاء والاستغفار لهذه المرأة، عسى الله عز وجل أن يعفو عنك.
ولا يلزم أن يترتب على ما حدث منك عقوبة في أهلك وأولادك، ونوصيك بالإكثار من تكرار الأدعية المتضمنة سؤال الله العافية، وتجد بعضها في الفتوى: 221788.
والله أعلم.