عنوان الفتوى : هل يشتري سيارة بالتقسيط ويبيعها ليسدد القرض الربوي
أنا في بنك ربوي وعلي قرض وقد هداني الله والآن أريد أن أنتقل من هذا البنك الربوي إلى بنك إسلامي فماذا أفعل؟ مع العلم بأني لا أملك المال لأسدد هذا القرض فهل أشتري سيارة عن طريق البنك الإسلامي وأبيعها نقدا وأسدد للبنك الربوي كما يفعل بعض الناس؟ أفيدونا أفادكم الله بعلمه وفضله وثبتنا على دينه.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإنا نهنئك بإكرام الله لك بالهداية والتوبة، ونسأل الله لك الاستقامة، وعليك بشكر الله الذي هداك للإيمان وكرَّه إليك الفسوق والعصيان، وعليك بمواصلة سيرك في طريق الهدى والتخلي عن البنك الربوي، سواء تيسر لك الانتقال إلى بنك إسلامي أم إلى مؤسسة أخرى، ولا تنس قول الله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ[الطلاق:2، 3]، وقول الله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً[الطلاق:4]. وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: إنك لن تدع شيئًا لله إلا بدلك الله به ما هو خير لك منه. رواه أحمد وصححه الأرناؤوط. وعليك بالإكثار من الدعاء، ولا سيما في أوقات الاستجابة وفي السجود. واعلم أنه لا يجب عليك تسديد الفوائد الربوية إلا إذا أُكرهت عليها، وإنما الواجب عليك رد رأس المال فقط، لقوله تعالى: وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ[البقرة:279]. وأما ما سألت عنه من شراء السيارة وبيعه فهذا يسمى عند الفقهاء بيع التورق، وهو جائز على الراجح. وراجع فيه الفتوى رقم: 24240، والفتوى رقم: 2819. وراجع في عدم رد الفوائد الربوية إلا إذ أُكرهت، وفي الأدعية المعينة على قضاء الدين الفتاوى ذات الأرقام التالية: 2913، 18784، 23176، 3116، 9135، 28632، 9079. هذا.. وينبغي أن تعلم أنه لا يجب عليك شراء السيارة وبيعها بأقل من ثمنها لتقضي الدين، وإنما يجب على أهل البنك أن ينظروك حتى تجد ما تقضيهم به، كما يجب عليهم أن يتوبوا إلى الله من الربا، وأن لا يأخذوا منك الفوائد الربوية. قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ * وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ[البقرة:278، 280]. والله أعلم.