عنوان الفتوى : هبة المرأة نفسها لرجل لتكون ملك يمين
ما حكم من قالت: إني أهب لك نفسي كي تكون ملك يمين الرجل؟ وهل تعتبر ممن ملكت أيمانكم المذكورة في القرآن الكريم, وينطبق عليها شروط ملك اليمين كاملة, وتعتبر من أموال الرجل؟ وهل لهذا الموضوع علاقة بالقصة المذكورة في الأثر الذي ورد بأن امرأة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت: إني أهب لك نفسي يا رسول الله, وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وسأل عمن يتزوجها...الخ؟ولكم منا كل الشكر والاحترام والتقدير.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس قول المرأة للرجل وهبت نفسي لك يجعلها ملك يمين, بل هذا قول لغو وباطل, ولا يترتب عليه حكم شرعي.
وأما ملك اليمين الوارد في القرآن فهي: من ملكت بأسر حرب, أو بشراء من مالكها, أو بنحو ذلك من أوجه تملك الأمة الرقيقة, وليس ذلك الحكم في امرأة حرة تهب نفسها لرجل, وانظر فتوانا رقم: 2372 ورقم: 6186.
ولا علاقة بين ملك اليمين وما ورد في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري عن سهل بن سعد قال: أتت النبي صلى الله عليه وسلم امرأة فقالت: إنها قد وهبت نفسها لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، فقال: ما لي في النساء من حاجة، فقال رجل: زوجنيها، قال: أعطها ثوبًا، قال: لا أجد، قال: أعطها ولو خاتمًا من حديد، فاعتل له، فقال: ما معك من القرآن؟ قال: كذا وكذا، قال: فقد زوجتكها بما معك من القرآن " فإن هذا زواج, وهذا عقد, والصيغة هي قول الرجل: زوجنيها, وقول النبي صلى الله عليه وسلم: زوجتكها, مع أنه لا يجوز لأي امرأة أن تهب نفسها لأي رجل، وما ذكرنا هنا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم كما اتفق عليه العلماء, وانظر فتوانا رقم: 37028.
والله أعلم.