عنوان الفتوى : أمور لا ينعقد بها ملك اليمين
لدي العديد من الأسئلة، فأتمنى أن تجيبوني إجابات وافية؛ لأني في كرب عظيم. أنا شاب أبلغ من العمر 27 سنة، وقد كنت مواظبا على صلواتي، وقد دفعني الشيطان لفعل بعض الأمور التي قد وصلت للكفر والشرك والعياذ بالله. فقد كنت أكلم الفتيات عبر الإنترنت، وأتلذذ بعبوديتي لهن، حيث أدفع لهن مبلغا من المال، مقابل أن يقمن باستعبادي والعياذ بالله، وكنت أفعل هذا بدافع الشهوة. أنا أعلم طريق العودة والتوبة، وأنه يجب علي نطق الشهادتين مجددا، واستيفاء شروط التوبة إلى الله سبحانه وتعالى، ولكن ما يقلقني بشدة هو شكي هل أصبحت عبدا مملوكا بفعلي هذا؟ حيث كانت بعضهن تقول لي بأني أصبحت ملكا لها، أو أقول لها بأني ملك لك. فهل حقا أصبحت مملوكا؟ أنا في حزن شديد؛ لأني كلمت الكثير، ولا أذكر كل من فعلت معها ذلك. فهل سأصبح عبدا مملوكا طول حياتي، أم إن فعلي هذا لا يجعلني مملوكا؟ قرأت شروط ملك اليمين وهي الأسر، أو ولد الأمة، ولكن هل تنطبق علي هذه الشروط ؛ لأني كنت قد كفرت؟ أو لا تنطبق؛ لأن هؤلاء النساء لسن مسلمات؟ أنا مقبل على الزواج، وأريد التحرر من كل هذه الوساوس والقيود. فكيف ستقبل الفتاة الزواج من رجل مملوك؟ أفيدوني، وأريحوني أثابكم الله.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فدع عنك هذه الوساوس، وانشغل بما ينبغي الانشغال به، فالمرء لا يصير مملوكا بمثل هذا الكلام، فإن الحر لا يصير عبدا بقوله إنه عبد، بل أنت لا تزال حرا بلا شك، والمهم هو أن تتوب إلى الله توبة نصوحا من هذه الأفعال القبيحة، ثم إن كنت قصدت بقولك لهؤلاء النسوة إنك عبد لهن، العبودية التي لا تصرف إلا لله تعالى، فهذا كفر, وأما إن كنت قصدت أنك أسير مملوك لديهن، ونحو ذلك من المعاني، فهذا لا يعد كفرا، ولكنه منكر من القول وزور، وبكل حال، فعليك أن تتوب توبة نصوحا، والتوبة تمحو ما قبلها من الإثم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.
والله أعلم.