عنوان الفتوى : الواجب تجاه من وقع في الردة
صديقتي من اللاتي ابتعثن للغرب قبل ثلاث سنوات، ولاحظت عليها بعد تسعة أشهر من الابتعاث أنها تغيرت فكريا، فصارت تناقش بالدين وبالنقاب والعقيدة، وحتى شخص الرسول صلى الله عليه وسلم. ولكن تنصرت قبل أكثر من تسعة أشهر وصارت تبشر وتقول لن تعود للمملكة، وتقول اكتشفت الحقيقة المخفية عني وقرأت الإنجيل، وسحرني المسيح عليه السلام فوجدت راحتي معه، كما تزعم هداها الله. مع العلم أنني حاولت مناقشتها كثيراًً، وأرسلت كتبا إليها ومناظرات ودون فائدة. ماذا افعل معها؟ هل أستمر في علاقتي معها أم أتركها؟ مع أنني أحبها كثيرا وحزينة على ما وصلت إليه. أرشدوني لما هو خير لي. وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما ذكرته السائلة من حال صديقتها إنما هو إحدى سوءات الابتعاث غير المنضبط للمسلمين في دول الكفر. وما فعلته من دعوة صاحبتها ونصحها ومحاولة إرجاعها إلى الدين الحق، وبيان بطلان ما صارت إليها، وسوء عاقبته في الدنيا والآخرة، هو عين المطلوب، ولا مانع من إعادة هذه المحاولات لإعادتها إلى الإسلام وانتشالها من مستنقع الردة، فإن حصل ذلك ولم تظهر له فائدة، بل أصرت هذه المرأة على ردتها وجب هجرها وبغضها ومعاداتها في الله؛ ولا تجوز مصاحبتها ولا موادتها، كما سبق بيانه في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 15238، 44579، 122087، 11768.
والله أعلم.