عنوان الفتوى : هل يقام الحد على الصبي المميز إذا سبّ الرسول صلى الله عليه وسلم؟
ما حكم الصبي المميز إذا سبّ الرسول صلى الله عليه وسلم؟ هل يقام عليه الحد الآن، أو بعد أن يبلغ؟ وإذا بلغ وتاب عن قوله، فهل يقام عليه الحد في سبه للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم أم لا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا نعلم أحدًا من أهل العلم قال بإقامة حد الردة على أحد قبل بلوغه! حتى من صحح وقوع الردة من الصبي المميز، أو المراهق للاحتلام، لا يقول بقتله، وإنما بِجبره على الإسلام بالتهديد، والحبس، ونحو ذلك، وأما القتل فلا نعلم به قائلًا.
ومن ثم؛ فلو رجع إلى الإسلام وتاب؛ فلا وجه لقتله، وراجع الفتويين: 361015، 128480.
بل إن من أهل العلم من ذهب إلى أن الإيمان الذي يجب القتل بالردة عنه، هو ما كان بعد البلوغ، ومن ثم؛ فلو أسلم صبي صغير، ثم ارتد بعد بلوغه لم يقتل، جاء في الموسوعة الفقهية: ذهب القائلون بوقوع ردة الصبي إلى أنه لا يقتل قبل بلوغه. وقال الشافعي: إن الصبي إذا ارتد لا يقتل حتى بعد بلوغه. قال في الأم: (فمن أقر بالإيمان قبل البلوغ، وإن كان عاقلًا، ثم ارتد قبل البلوغ أو بعده، ثم لم يتب بعد البلوغ، فلا يقتل؛ لأن إيمانه لم يكن وهو بالغ، ويؤمر بالإيمان، ويجهد عليه بلا قتل). اهـ.
والله أعلم.