عنوان الفتوى : الغش في الامتحانات وأثره على المجتمع
هل كون الامتحان صعبا سببا في جواز الاستعانة ببعض الزملاء حتى لا أتعرض للرسوب في المادة، بمعنى أنني ذاكرت معظم المادة ولكن بعض الموضوعات مررت عليها مرور الكرام ففوجئت بأن معظم المادة قد ذاكرته بإتقان ولكن فوجئت بأن مدرس المادة قد وضع الأسئلة بطريقة وكأنه يستعرض أمام الطلاب ويتحداهم؟ أفتونا مأجورين.
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
فالغش في الامتحانات رذيلة تهدد كيان المجتمع بأكمله، فلا يستقيم أمر أمة ينتشر فيها الباطل، ويمسك فيها بزمام الأمور من ليس أهلا لها، وصعوبة الامتحان ليست مبررا لارتكاب الحرام وهذا ما أفتى به فضيلة الشيخ عطية صقر –رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا وإليك نص الفتوى-:
من المقرر أن الغش في أي شيء حرام، والحديث واضح في ذلك “من غشنا فليس منا” رواه مسلم وهو حكم عام لكل شيء فيه ما يخالف الحقيقة، فالذي يغش ارتكب معصية، والذي يساعده على الغش شريك له في الإثم. ولا يصح أن تكون صعوبة الامتحان مبررة للغش، فقد جعل الامتحان لتمييز المجتهد من غيره، والدين لا يسوي بينهما في المعاملة، وكذلك العقل السليم لا يرضي بهذه التسوية، قال تعالى: (أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار) [سورة ص: وبخصوص العلم قال: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) [سورة الزمر: 9].
وانتشار الغش في الامتحانات وغيرها رذيلة من أخطر الرذائل على المجتمع، حيث يسود فيه الباطل وينحسر الحق، ولا يعيش مجتمع بانقلاب الموازين الذي تسند فيه الأمور إلى غير أهلها، وهو ضياع للأمانة، وأحد علامات الساعة كما صح في الحديث الشريف.
والذي تولى عملاً يحتاج إلى مؤهل يشهد بكفاءته، وقد نال الشهادة بالغش يحرم عليه ما كسبه من وراء ذلك، وكل لحم نبت من سحت فالنار أولى به وقد يصدق عليه قول الله تعالى: (لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم) [آل عمران: 188].
وإذا كان قد أدى عملاً فله أجر عمله كجهد بذله أي عامل، وليس مرتبطًا بقيمة المؤهل، وهو ما يعرف بأجر المثل في الإجارة الفاسدة، وما وراء ذلك فهو حرام.
والله أعلم.