عنوان الفتوى : موقف المسلم تجاه من نطق بالكفر أمامه
ما هو موقفي الذي يرضي الله ورسوله والذي يجب أن أتصرف به أمام شخص يكفر بالله والعياذ بالله أمامي لسبب تافه جداً، ما هو رد الفعل الذي يجب أن أقوم به وأتمنى لا يكون الرد من باب أضعف الإيمان، لأني والحمد لله لست بضعيفة الإيمان؟ وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من كفر بالله بعد أن كان مسلماً يعتبر مرتداً عن الإسلام، ويتعين على من علم ذلك من الناس العاديين أن يسعى في توبته وهدايته وإنابته إلى الله تعالى، ويعظه ويحاوره حتى يقنعه قبل أن يموت على الكفر فيحبط عمله ويصير إلى النار، فقد قال الله تعالى: وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {البقرة:217}، وقال تعالى: ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ {النحل:125}.
وأما إذا علم به السلطان أو نائبه فيجب عليه أن يستتيبه ثلاثة أيام، فإن تاب وإلا قتله، وقيل يستتيبه ما دامت ترجى توبته، فإن قنط منها قتل، ولكن قتله لا يقوم به إلا السلطان أو نائبه، وأما غير السلطان فليس لهم إلا المحاورة والجدل بالتي هي أحسن حتى يقنعوه بالتوبة والرجوع للإسلام.
وراجعي في شروط تكفير المعين، وفي حكم قتله الفتاوى ذات الأرقام التالية: 53835، 721، 33562.
والله أعلم.