عنوان الفتوى : الرأي الأخير للشيخ ابن عثيمين هو أن الصفرة والكدرة لا تعدان حيضًا
بالنسبة لرأي ابن عثيمين -رحمه الله- الأخير عن الصفرة والكدرة، وأنها ليست حيضًا أبدًا، فما رأيه -رحمه الله- بالحديث الذي فيه: "لا تعجلن حتى ترين القصة البيضاء"، وحديث: "كنا لانعد الصفرة والكدرة شيئًا"، فهل ضعف زيادة: "بعد الطهر". أرجو الإجابة، فهذا الموضوع مهم جدًّا لأنه يتعلق بالصلاة. وجزاكم الله خيرًا.
الحمد لله، والصلاة، والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالرأي الأخير للشيخ ابن عثيمين هو أن الصفرة والكدرة، لا تعدان حيضًا مطلقًا، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية، وتنظر الفتوى: 117502.
وقد علّل ترجيحه لهذا القول بكونه أرفق بالنساء، واعتمد على رواية البخاري لحديث أم عطية: كنا لا نعد الصفرة والكدرة شيئًا. وكأنه -رحمه الله- رآها أثبت من رواية أبي داود التي فيها بعد الطهر.
وأما حديث عائشة: انتظرن، لا تعجلن حتى ترين القصة البيضاء. فلم نر له جوابًا عنه، على أنه قول صحابي، وفيه الخلاف المشهور.
جاء في فتاوى نور على الدرب للشيخ -رحمه الله-: السؤال فضيلة الشيخ، كيف تطهُر المرأة إذا كانت لأول مرة تلد، ومضى عليها بعد الولادة ثلاثون يومًا، والدم لا يزال مستمرًّا، ثم أتى بعدها مباشرة صفرة، واستمرت حتى اليوم الخمسين، فكيف تطهُر؟
الجواب: هذه المرأة نرى أنها إذا انقطع الدم عنها، تغتسل، وتصلي، وتصوم، ولو كان قبل أربعين، ولو كان معها صفرة؛ لحديث أم عطية -رضي الله عنها-: (كنا لا نعد الصفرة والكدرة شيئًا) هكذا لفظ البخاري...
السائل: ولو كان بعد الدم الصفرة مباشرة بدون أي طهر؟
الشيخ: إي نعم، هذا ما رأيناه أخيرًا؛ لأن هذا أريح للنساء، وبعض النساء يقلن لنا: إن الصفرة تبقى معهن أكثر الشهر، وبعضهن يقلن: الصفرة تستمر إلى الحيضة الثانية. انتهى.
والله أعلم.