لبنان
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إثنان أعيا الدهر أن يبليهما | لبنان و لأمل الذي لذويه |
نشتاقه و الصيف فوق هضابه | و نحبّه و الثلج في واديه |
و إذا تمدّ له ذكاء حبالها | بقلائد العقيان تستغويه |
و إذا تنقّطه السماء عشيّة | بالأنجم الزهراء تسترضيه |
و إذا الصّبايا في الحقول كزهرها | يضحكن ضحكا لا تكلّف فيه |
هنّ اللّواتي قد خلقن لي الهوى | و سقيتني السحر الذي أسقيه |
هذا الذي صان الشّباب من البلى | و أبى على الأيّام أن تطويه |
... | |
و لربّما جبل أشبّهه به | مسترسلا مع روعة التشبيه |
فأقول يحكيه ، و أعلم أنّه | مهما سما هيهات أن يحكيه |
يا لذّة مكذوبة يلهو بها | قلبي و يعرف أنّها تؤذيه |
إنّي أذكّره بذيّاك الحمى | و جماله و إخالني أنسيه |
و إذا الحقائق أحرجت صدر الفتى | ألقى مقالده إلى التمويه |
وطني ستبقى الأرض عندي كلّها | حتّى أعوذ إليه أرض التيه |
سألوه الجمال فقال : هذا هيكلي | و الشعر قال : بنيت عرشي فيه |
الأرض تستجدّي الخضمّ مياهه | و كنوزه و البحر يستجديه |
يمسي و يصبح و هو منطرح على | أقدامه طمعا بما يحويه |
أعطاه بعض وقاره حتّى إذا | استجداه ثانية سخا ببنيه |
لبنان صن كنز العزائم واقتصد | أخشى مع الإسراف أن تفنيه |
... | |
غيري يراه سياسة وطوائفا | و يظلّ يزعم أنّه رائيه |
و يروح من إشفاقه يبكي له | لبنان أنت أحقّ أن تبكيه |
لا يسفر الحسن النزيه لناظر | ما دام منه الطّرف غير نزيه |
... | |
قل للألى رفعوا التخوم | ضيّقتم الدّنيا على أهليه |
و لمن يقولون الفرنج حماته | الله قبل سيوفهم حاميه |
... | |
يا صاحبي ، يهنيك أنّك في غد | ستعانق الأحباب في ناديه |
و تلذّ بالأرواح تعبق بالشّذى | و تهزّك الأنغام من شاديه |
إن حدّثوك عن النعيم فأطنبوا | فاشتقته لا تنس أنّك فيه ! |