فلسفة الحياة
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أيّهذا الشّاكي وما بك داء | كيف تغدو اذا غدوت عليلا؟ |
إنّ شرّ الجناة في الأرض نفس | تتوقّى، قبل الرّحيل ، الرّحيلا |
وترى الشّوك في الورود ، وتعمى | أن ترى فوقها النّدى إكليلا |
هو عبء على الحياة ثقيل | من يظنّ الحياة عبئا ثقيلا |
والذي نفسه بغير جمال | لا يرى في الوجود شيئا جميلا |
ليس أشقى مّمن يرى العيش مرا | ويظنّ اللّذات فيه فضولا |
أحكم النّاس في الحياة أناس | عللّوها فأحسنوا التّعليلا |
فتمتّع بالصّبح ما دمت فيه | لا تخف أن يزول حتى يزولا |
وإذا ما أظلّ رأسك همّ | قصّر البحث فيه كيلا يطولا |
أدركت كنهها طيور الرّوابي | فمن العار أن تظل جهولا |
ما تراها_ والحقل ملك سواها | تخذت فيه مسرحا ومقيلا |
تتغنّى، والصّقر قد ملك الجوّ | عليها ، والصائدون السّبيلا |
تتغنّى، وقد رأت بعضها يؤخذ | حيّا والبعض يقضي قتيلا |
تتغنّى ، وعمرها بعض عام | أفتبكي وقد تعيش طويلا؟ |
فهي فوق الغصون في الفجر تتلو | سور الوجد والهوى ترتيلا |
وهي طورا على الثرى واقعات | تلقط الحبّ أو تجرّ الذيولا |
كلّما أمسك الغصون سكون | صفّقت للغصون حتى تميلا |
فاذا ذهّب الأصيل الرّوابي | وقفت فوقها تناجي الأصيلا |
فأطلب اللّهو مثلما تطلب الأطيار | عند الهجير ظلاّ ظليلا |
وتعلّم حبّ الطلّيعة منها | واترك القال للورى والقيلا |
فالذي يتّقي العواذل يلقى | كلّ حين في كلّ شخص عذولا |
أنت للأرض أولا وأخيرا | كنت ملكا أو كنت عبدا ذليلا |
لا خلود تحت السّماء لحيّ | فلماذا تراود المستحيلا ؟.. |
كلّ نجم إلى الأُفولِ ولكنّ | آفة النّجم أن يخاف الأُفولا |
غاية الورد في الرّياض ذبول | كن حكيما واسبق إليه الذبولا |
وإذا ما وجدت في الأرض ظلاّ | فتفيّأ به إلى أن يحولا |
وتوقّع ، إذا السّماء اكفهرّت | مطرا في السّهولِ يحيي السهولا |
قل لقوم يستنزفون المآقي | هل شفيتم مع البكاء غليلا؟ |
ما أتينا إلى الحياة لنشقى | فأريحوا ، أهل العقول، العقولا |
كلّ من يجمع الهموم عليه | أخذته الهموم أخذا وبيلا |
كن هزارا في عشّه يتغنّى | ومع الكبل لا يبالي الكبولا |
لا غرابا يطارد الدّود في الأر | ض وبوما في اللّيل يبكي الطّلولا |
كن غديرا يسير في الأرض رقراقا | فيسقي من جانبيه الحقولا |
تستحم النّجوم فيه ويلقى | كلّ شخص وكلّ شيء مثيلا |
لا وعاء يقيّد الماء حتى | تستحل المياه فيه وحولا |
كن مع الفجر نسمة توسع الأزهار | شمّا وتارة تقبيلا |
لا سموما من السّوافي اللّواتي | تملأ الأرض في الظّلام عويلا |
ومع اللّيل كوكبا يؤنس الغابات | والنّهر والرّبى والسّهولا |
لا دجى يكره العوالم والنّاس | فيلقي على الجميع سدولا |
أيّهذا الشّاكي وما بك داء | كن جميلا تر الوجود جميلا |