أخت البلجيك
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
يا لوعة حار النّطاسي فيك | كم يشتكي غيري وكم أخفيك |
إن بحت بالشكوى فغاية مجهد | لم تبقى لي كبدا فأستبقيك |
أجناية الطّرف الكحيل على الحشا | اللّه حسبي في الدّم المسفوك |
ما في الشّرائع لا ولا في أهلها | من يستحلّ الأخذ من جانيك |
يا هذه كم تشحدين غراره | أو ما خشيت حدّه يؤذيك |
يا أخت ظبي القاع لو أعطيته | لحظيك صاد الصّاديه أخوك |
روحي فدى عينيك مهما جارتا | في مهجتي وأبي فداء أبيك |
رمتا فكلّ مصمّم ومقوّم | ناب وكلّ مسرّد وحبيك |
اللّه في قتلى جفونك إنّهم | ظلموا نفوسهم وما ظلموك |
إن تبصريني أتّقي فتكاتها | فلقد أصول على القنا المشبوك |
كم تجحدين دمي وقد أبصرته | وردا على خدّيك غير مشوك |
ردّي حياتي إنّها في نظرة | أو زورة أو رشفة من فيك |
لو تنظرين إلى قتيلك في الدّجى | يرعى كواكبه ويسترعيك |
واللّيل من همّ الصّباح وضوئه | حيران حيرة عاشق مهتوك |
لعجبت من زور الوشاة وإفكهم | ومن الذي قاسيت في حبيك |
حولي إذا أرخى الظّلام سجوفه | ليلان: ليل دجى وليل شكوك |
تمتدّ فيه بي الكآبة والأسى | مثل امتداد الحرف بالتّحريك |
مالي إذا شئت السّلوّ عن الهوى | وقدرت أن أسلوك لا أسلوك |
فكّي إساري إنّ خلفي إمّة | مضنوكة في عالم مضنوك |
وأحبّة سدّ القنوط عليهم | والخوف كلّ معبّد مسلوك |
لا تسأليني كيف أصبح حالهم | إني أخاف حديثهم يشجيك |
باتوا برغمهم كما شاء العدى | لا حزنهم واه ولا بركيك |
لا يملكون سوى التّحسّر إنّه | جهد الضّعيف الواجد المفلوك |
تترقرق العبرات فوق خدودهم | يا من رأى دررا بغير سلوك |
أخذ العزيز الذّلّ من أطراقه | والجوع يأخذ مهجة الصّعلوك |
قل للمبذّر في الملاهى ماله | ماذا تركت لذي الأسى المتروك |
أيلبيت يشرب من معين دموعه | وتبيت تحسوها كعين الدّيك؟ |
ويروح في أطماره وتميس في | ثوب لأيام الهناء محوك |
إن كنت تأبى تشاركه سوى | نعمى الحياة فأنت غير شريك |
يا ضرة البلجيك في أحزانها | تبكيك حتّى أمّة البلجيك |
حملت ما يعيي الشّواهق حمله | يا ليت ما حملت في شانيك |
سلّ البغاة عليك حمر سيوفهم | لا أنت جانية ولا أهلوك |
جنّ القضاء فغال حسنك قبحه | وأذلّ أبناء الطّغام بنيك |
لا أشتكي الدّنيا ولا أحداثها | هذي مشيئة ذي المشيئة فيك |
لو أملك الأقدار أو تصريفها | لأمرتها فجرت بما يرضيك |
ولو انّها تدري وتعقل لانثنت | ترمي بأسهمها الّذي يرميك |
إن يفتديك أخو الغنى بنضاره | فبدرهمي وبمهجتي أفديك |
ومنازل البؤساء أولى بالنّدى | ولأنت أولاها بمال ذويك |
يا أمّة في الغرب ينعم شطرها | رفقا بشطر بائس منهوك |
جادت عليكم ، قلبما كنتم، بكم | جودا ببعض العسجد المسبوك!!! |