الكأسان
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
كان على خوان ربّ المال | كأسان : من خمر ومن زلال |
هاتيك في الحمرة مثل العندم | وتلك في بياضها كالدّرهم |
فقالت السّلاقة الثّرثاره | عندي حديث فاسمعي يا جاره |
أنا التي تخضع لي الرّؤوس | أنا التي يعبدني المجوس |
كم قائد أضحكت منه جنده | وسيّد حكمت فيه عبده! |
وملك أسقطت عنه التّاجا | وساكن هيجنه فهاجا |
وزوجة علّمتها الخيانه | ووالد أنسيته الأمانه |
وحدث خدعته فانخدعا | حتّى إذا شبّ عضّ الإصبعا |
إنّ الغنى والصّيت والذّكاء | متى أرد صيّرتها هباء |
فسمع الماء فهاج غضبا | وقال: مهلا ، بلغ السّيل الزّبى |
إن تفخري، يا جارتي، بالشّرّ | فإنّ بالفعل الجميل فخري |
أنا الذي تغسل بي الكلوم | ويرتوي الظّامىء والمحموم |
يحبّني المالك والمملوك | والسيّد المطاع والصّعلوك |
حيث أكون جاريا يكون | الورد والأقاح والنّسرين |
إنّ المروج الخضر لا يحييها | غير وجودي حولها وفيها |
كم سرت في الوادي وفي الغدير | على شبيه الدّر والكافور |
وجلس العشّاق حولي في السّحر | عللى بساط العشب في ضوء القمر |
كم اشتهوا، إذ سمعوا خريري، | لو أنّني أسير في الصّدور |
أنا الذي لولاه مات النّاس | والطّير والأسماك والأغراس |
يا خمر كم ذا تدّعين الفضلا | وبالمياه تقتلين قتلا |
وأمّك الكرمة يا صهباء | ما وجدت في الأرض لولا الماء! |