أيلول الشاعر
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ألحسن حولك في الوهاد و في الذرى | فانظر ، ألست ترى الجمال كما أرى ؟ |
" أيلول " يمشي في الحقول و في الربى | و الأرض في أيلول أحسن منظرا |
شهر يوزّع في الطبيعة فنّه | شجرا يصفّق أو سنا متفجّرا |
فالنور سحر دافق ، و الماء شعر | رائق ، و العطر أنفاس الثرى |
لا تحسب الأنهار ماء راقصا | هذي أغانيه استحالت أنهرا |
وانظر إلى الأشجار تخلع أخضرا | عنها ، و تلبس أحمرا أو أصفرا |
تعرى و تكسى في أوان واحد | و الفنّ في ما ترتديه و في العرا |
فكأنّما نار هناك خفيّة | تنحلّ حين تهمّ أن تستشعرا |
و تذوب أصباغا كألوان الضحى | و تموج ألحانا و تسرى عنبرا |
صور و أطياف تلوح خفيفة | و كأنّها صور نراها في الكرى |
لله من " أيلول " شهر ساحر | سبق الشّهور و إن أتى متأخّرا |
من ذا يدبّج أو يحوك كوشيه | أو من يصوّر مثلما قد صوّرا ؟ |
لمست أصابعه السّماء فوجهها | ضاح ، و مرّ على التراب فنوّرا |
ردّ الجلال إلى الحياة وردّني | من أرض نيويورك إلى أمّ القرى |