كلوا و اشربوا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
كلوا و اشربوا أيّها الأغنياء | و إن ملأ السكك الجائعون |
و لا تلبسوا الخزّ إلاّ جديدا | و إن لبس الخرق البائسون |
و حوطوا قصوركم بالرجال ، | و حوّطوا رجالكم بالحصون |
فلا ضحايا الطّوى | و لا يبصرون الذي تصنعون |
و إن ساءكم في الوجود | و أزعجكم أنّهم يولون |
مرّوا فتصول الجنود عليهم | تعلّمهم فتك المنون |
فهم معتدون ، و هم مجرمون | و هم مقلقون ، و هم ثائرون |
و تلك العصيّ لتلك الرؤوس | و تلك الحراب لتلك البطون |
و تلك السّجون لمن شدّتموها | إذا تزجّوهم في السّجون ؟ |
كلوا للظبي حلق عاماتهم | فإنّ الملوك كذا يفعلون |
إذا الجند لم يحرسوكم و أنتم | سراة البلاد فمن يحرسون ؟ |
و إن هم لم يقتلوا الأشقياء | فيا ليت شعري من يقتلون ؟ |
و لا يحزننّكم موتهم | فإنّهم للردى يولدون |
و قولوا كذا قد أراد الإله | و إن قدّر الله شيئا يكون |
و يا فقراء لماذا التشكّي ؟ | ألا تستحون ؟ ألا تخجلون ؟ |
دعوا الأغنياء و لذّاتهم | فهم مثل لذّاتهم زائلون |
سيمسون في " سقر " خالدين | و تمسون في جنّة تنعمون |
فلا تعطشون ، و لا تسغبون ، | و لا يرتوون ، و لا يشبعون |
لكم وحدكم ملكوت السّماء | فما بالكم لستم تقنعون ؟ |
فلا تحزنوا أنّكم ساهرون | فسوف تنامون ملء الجفون |
ستتّكئون مع الأنبياء | تظلّلكم وارفات الغصون |
يضوع السّنا بالشّذى | و تجري الطّلا أنهرا و عيون |
و تسقيكم الخمر حور حسان | كما يشتهين ، كما تشتهون |
كذا وعد الله أهل التقى | و أنتم هم ، أيّها ، المتعبون |
ألا تؤمنون بقول الكتاب ؟ | فويل لكم إنّكم كافرون ! |