الحرّيّة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
فتنته محاسن الحرّيّة | لا سليمى و لا جمال سميّه |
هي أمنية الجميع و لكن | أرهقته الطبيعة البشريّة |
و عجيب أن يخلق المرء حرّا | ثمّ يأبى لنفسه الحرّيّة |
غادة ما عرفت قلبا خليّا | من هواها حتّى القلوب الخليّة |
غرست في فؤاده الحبّ طفلا | فنما الحبّ و الفؤاد سويّه |
ثمّ لمّا فشى الغرام و ذاعت | عنهما في الورى أمور خفيّة |
حجبوها يسلو و لكن | كان قيسا و كانت العامريّة |
بات يشكو النّوى الشّقيّ و تشكو | مانعيها من أن تراه الشّقيّة |
مستهام قضى زمانا طويلا | في عناء من القيود القويّة |
و عليه من الزمان رقيب | عاشق للسيادة الوهميّة |
و لكلّ مطامع و أماني | يبذل النفس دونها للمنيّة |
و يراها لديه أشرف شيء | و هي أدنى من الأكور الدنيّة |
زعموا أنّه المليك المفدّى | بالرعايا من شرّ كلّ بليّة |
إنّما تفتدي الرعيّة ملكا | باذلا نفسه فدى للرعيّة |
ظلم القوم من توهّمه القوم | نصيرا للأمّة الروسيّة |
و إذا أحرج الضّعاف قويّ | نسيت ضعفها النفوس الأبيّة |