يا رفاقي
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
القصيدة التي ألقاها الشاعر في حفلة تكريم الدكتور ظافر الرفاعي وزير خارجية سوريا والدكتور فريد زين الدين سفير سوريا في واشنطن | |
ومندوبها الدائم في الأمم المتحدة. | |
------------- | |
جعت والخبز وفير في وطابي | والسنا حولي وروحي في ضباب |
وشربت الماء عذبا سائغا | وكأني لم أذق غير سراب |
حيرة ليس لها مثل سوى | حيرة الزورق في طاغي العباب |
ليس بي داء ولكني امروء | لست في أرضي ولا بين صحابي |
مرّت الأعوام تتلو بعضها | للورى ضحكي ولي وحدي اكتئابي |
كلما استولدت نفسي أملا | مدّت الدنيا له كفّ اغتصاب |
أفلتت مني حلاوات الرؤى | عندما أفلت من كفي شبابي |
بتّ لا الإلهام باب مشرع | لي ، ولا الأحلام تمشي في ركابي |
أشتهى الخمر وكأسي في يدي | وأحس الروح تعرى في ثيابي |
يا رفاقي حطموا أفداحكم | ليس في دني خمر لانسكاب |
جفّ ضرع الشعر عندي وذوى | ولكم عاش لمري واحتلاب |
أيها السائل عني من أنا | أنا كالشمس إلى الشرق انتسابي |
لغة الفولاذ هاضت لغتي | لا يعيش الشدو في دنيا اصطخاب |
لست أشكو إن شكا غيري النّوى | غربة الأجسام ليست باغتراب |
أنا كالكرمة لو لم تغترب | ما حواها الناس خمرا في الخوابي |
أنا كالسوسن لو لم ينتقل | لم يتوّج زهرة رأس كعاب |
انا في نيويوريك بالجسم | وبالروح في الشرق على تلك الهضاب |
في ابتسام الفجر، في صمت الدّجى ، | في أسى تشرين، في لوعة آب |
أنا في الغوطة زهر وندى | أنا في ((لبنان)) نجوى وتصابي |
ربّ هبني لبلادي عودة | وليكن للغير في الأخرى ثوابي |
أيها الآتون من ذاك الحمى | يا دعاة الخير، يا رمز الشباب |
كم هششنا وهششتم للمنى | وبكيتم وبكينا في الهضاب؟! |
وأشتركنا في الجهاد أو عذاب | والتقينا في الحديث أو كتاب؟ |
وعرفتم وعرفنا مثلكم | أنما الحقّ لذي ظفر وناب |
كلّ أرض نام عنبا أهلها | فهي أرض لاغتصاب وانتساب |
إنني ألمح في أوجهكم | دفقة النور على تلك الروابي |
وأرى أشباح أعوام مضت | في كفاح ونضال ووثاب |
وأرى أطياف عصر زاهر | طالع كالشمس من خلف الحجاب |
ليته يسرع كي أبصره | قبل أن أغدو ترابا في التراب |