يا أنشودتي انطلقي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أنشودة في ضميري كم أواريها | و ما شقائي إلاّ أن أغنّيها |
ولّى الشتاء و نفسي في كآبتها | و استضحك الصّيف إلاّ في نواحيها |
كأنّها زهرة في الظّلّ ثابته | لانور يغمرها ، لا ماء يسقيها |
كأنّها الحرب في قلبي زلالها | و بعض أهلي أقوام تعانيها |
حكاية أتقلّى حين أسمعها | و يأكل الحزن قلبي حين أرويها |
وا رحمتاه لأوربا فما فتكت | أفعى بأفعى كأهليها بأهليها |
لم يبق غير الضواري في خلائقها | و من حضارتها إلاّ مخازيها |
كانت تعدّ الدواهي في مصانعها | لغيرها ، فأصابتها دواهيها |
و كلّ طابخ سمّ سوف يأكله | و كلّ حافر بئر واقع فيها |
لو دام أيمانا لم تنطلق سقر | بدورها و الأفاعي في مغانيها |
لكن أكبّت على الآلات تعبّدها | و تستعين بها من دون باريها |
فصار مالكها عبدا لسلطتها | و صار كلّ لاضعيف من أضاحيها |
وصارأنسانها للحلب آونة | و الذّبح ، مثل المواشي في مراعيها |
يا نفس سرّي ، و يا أنشودتي انطلقي | من علّم الصمت ، إنّ الصمت يؤذيها |
أيشرق الأفق لم يطلق كواكبه | و تجمل الأرض لم تخرج أقاحيها |
أليوم يوم القوافي تهفين بها | لا يشرب النالس خمرا لم تصبّيها |
هذا هو العيد قد لاحت مواكبه | يا قلب هلّل لها ، يا شعر حيّيها |