مستشفى تل شيحا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أباعثة المطايا من حديد | كأسراب القطا للعالمينا |
ركائب في فجاج الأرض تسري | تقلّ الذاهبين الأيبينا |
تقصّ على المدائن و القرايا | حكاية قومك المستنبطينا |
و كيف العقل يخلق من زريّ | مهين لا زريّ و لا مهينا |
و ينفخ في الجماد قوى وحسّا | فيركش تارة و يطير حينا |
و يهتف بالقصائد و الأغاني | و قد ذهب الردى بالمنشدينا |
لقد حسدتك أمّ الفنّ " روما " | كما حسدتك ضرّتها " أثينا " |
فمجدك فوق مجدها علاء | و حسنك فوق حسنها فتونا |
نزلنا في حماك فقرّبينا | و باركنا ثراك قباركينا |
فما لطماعة بنضار " فورد " | و فضّته إليك اليوم جينا |
فما هو في سماحته " كمعن " | و ليست نوقه للذابحينا |
و لكن فيك إخوان هوينا | لأجلهم جميع الساكنينا |
أحبّونا كأنّهم ذوونا | و أنسونا بلطفهم ذوينا |
و عاهدناهم إذ عاهدونا | فلم ننكث و لا نكثوا يمينا |
إذا غضبوا على الدنيا غضبنا | و إن رضوا على الدنيا رضينا |
دعاهم للعلى و الخير داع | من " الوادي " فلبّوا أجمعينا |
أيخذل " جارة الوادي " بنوها ؟ | معاذ الله هذا لن يكونا |
فما لاقيت " زحليّا " جبانا | و لا لاقيت " زحليّا " ضنينا |
تأمّل كيف أضحى " تلّ شيحا " | يحاكي في الجلالة " طورسينا " |
فعن هذا تحدذرت الوصايا | و في هذا وجدنا المحسنينا |
على جنباته و على ذراه | جمال يبهر المتأمّلينا |
فلم مثله للخير دنيا | و لم أر مثله فتحا مبينا |
فيا أشبال " لبنان " المفدّى | و يا إخواننا و بني أبينا |
ترنّح عصركم فخرا و هشّت | لصنعكم عظام المائتينا |
تبارى الناس في طلب المعالي | فكنتم في المجال السابقينا |
بنى الأهرام " فرعون " فدامت | لتخبر كيف كان الظالمونا |
و كم أشقى الجموع الفرد منهم | و كم طمس الألوف لكي يبينا |
وشدتم معهدا في " تلّ شيحا " | سيبقى ملجأ للبائسينا |
يطلّ الفجر مبتسما عليه | و يرجع مطمئنّا مستكينا |
و يمضي يملأ الوادي ثناء | عليكم ، و الأباطح و الحزونا |
أرى غيثين يستبقان جودا | هما مطر السّما و الغائثونا |
لئن حجب الغمام الشّمس عنّا | فلم يطمس ضياء الله فينا |
و لم يستر سبيل الخير عنكم | و لم يقبض أكفّ الباذلينا |
وجدت المرء حبّ الخير فيه | فإن يفقده صار المرء طينا |
تكمّش في الحقول الشوك بخلا | فذلّ و عاش مكتئبا حزينا |
و أسنى الورد ، إذ أعطى شذاه | مكانته فكن في الواهبينا |
سألت الشعر أن يثني عليكم | فقالت لي القوافي : قد عيينا |
سيجزيهم عم البؤساء ربّ | يكافيء بالجميل المحسنينا |