الزمان
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يمشي الزمان بمن ترقب حاجة | متثاقلا كالخائف المتردّد |
حتى ليحسبه أسيرا موثقا | ويراه أبطأ من يح مقعد |
ويخال حاجته التي يصبو لها | في دارة الجوزاء أو في الفرقد |
ويكون ما يرجوه زورة صاحب | ويكون أبعد ما يرجّى في غد |
فإذا تولّى النفس خوف في الضحى | من واقب تحت الدجى أو معتد |
طارت بها خيل الزمان ونوقه | نحو الزمان المدلهمّ الأسود |
فكأنها محمولة في بارق، | أو عارض، أو عاصف في فدفد |
ويكون أقصر ما يكون إذا الفتى | مدّت له الدنيا يد المتودّد |
فتوسط اللذّات غير منفّر | وتوسد الأحلام غير منكّد |
فإذا لذيذ العيش نغبة طائر | وإذا طويل الدهر خطرة مرود |
وإذا الفتى لبس الأسى ومشى به | فكأنما قد قال للزمن اقعد |
فإذا الثواني أشهر، وإذا الدقائق | أعصر ، والحزن شيء سرمدي |
وإذا صباح أخي الأسى أو ليله | متجدد مع همه المتجدّد |
فهو الورى وأذلّهم أنّ الورى | متعلل، أو طامع ، أو مجتد |
جعلوا رغائبهم قياس زمانهم | والدهر أكبر أن يقاس بمقصد |
وقلت في نفسي الرغائب والمنى | فقهرته بتجرّدي وترّهدي |
يشكو الذي يشكو السهاد جفونه | أو لم يكن ذا ناظر لم يسهد |
إن كان شيء للنفاد أعده | فيما انقضى ومضى وإن لم ينفد |
ما أن رأيت الكحل في حدق المهى | إلاّ لمحت الدود خلف الأثمد |
من ليس يضحك والصباح مورّد | لم يكتئب والصبح غير مورّد |
سيّان أحلام أراها في الكرى | عندي ، وأشياء اشتملت يدي |
أنا في الزمان كموجة في زاخر | أنا فيه إن يزيد وإن لم يزيد |
مهما تلاطم فهو ليس بمغرقي، | أو مخرجي منه، ولا بمبدّدي |
هيهات ما أرجو ولا أخشى غدا | هل أرتجي وأخاف ما لم يوجد |
والأمس فيّ فكيف أحسبه انتهى | أفما رأيت الأصل في الفرع الندي؟ |
قبل كبعد حالة وهميّة | أمسي أنا، يومي أنا، وأنا غدي |