السماء
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لا تَسَلني عَنِ السَماءِ فَما عِندِيَ | إِلّا النُعوتُ وَالأَسماءُ |
هِيَ شَيءٌ وَبَعضُ شَيءٍ | وَحيناً كُلُّ شَيءٍ وَعِندَ قَومٍ هَباءُ |
* | |
فسماء الراعي كما يتمناها | مروج. فسيحة خضراء |
تلبس التير مئزرا ووشاحا | كلما أشرقت وغابت ذكاء |
أبَداً في نَضارَةٍ لا يَجُفُّ العُشـ | ــبُ فيها وَلا يَغيضُ الماءُ |
* | |
وهي عند الأم التي اخترم | الموت بنيها، وضلّعنها العزاء |
مَوضِعٌ لا يَنالَهُم فيهِ ضَيمٌ | لا وَلا يُدرِكُ الشَبابَ الفَناءُ |
وكذا يولد الرّجاء من اليأس | إذا مات في القلوب الرجاء |
وهي عند الفقير أرض وراء | الأفق، فيها ما يشتهي الفقراء |
لا يخاف المثري، ولا كلبه الضاري | ، ولا لامرىء به استهزاء |
وهي عندالمظلوم أرض كهذي | الأرض لكن قد شاع فيها الإخاء |
يجمع العدل أهلها في نظام | مثلما يجمع الخيوط الرداء |
لا ضعيف مستعبد، لا قويّ | مستبد؛بل كلهم أكفاء |
كُلُّ شَيءٍ لِلكُلِّ مِلكٌ حَلالٌ كُلُّ شَيءٍ فيها كَما الكُلُّ شاؤوا | |
* | |
وهي عند الخليع أرض تميس | الحور فيها، وتدفق الصهباء |
كلّ ما النفس تشتهيه مباح | لا صدود، لا جفوة، لا إباء |
أكبر الإثم قولة المرء هذا | الأمر إثم، وهذه فحشاء |
ليس بين الصّلاح والشر حد | كالذي شاء وضعه الإنبياء |
وَإِذا لَم يَكُن عَفافٌ وَفِسقٌ | لَم تَكُن حِشمَةٌ وَلا اِستِحياءُ |
... | |
كُلّ قلبٍ له السّماء الذي يهوى | وإن شئتَ كلّ قلبٍ سماءُ |
صور في نفوسنا كائنات | ترتديها الأفعال والأشياء |
رُبَّ شَيءٍ كَالجَوهَرِ الفَردِ فَذِّ | عَدَّدَتهُ الأَغراضُ وَالأَهواءُ |
كلّ ما تقصر المدارك عنه | كائن مثلما الظنون تشاء |