رثاء
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أوى فنور الفرقدين ضئيل | وعلى المنازل رهبة وذهول |
خلق الأسى في قلب من جهل الأسى | قول المخبر:مات رافائيل |
فمن الجوى بين الضّلوع صواعق | وعلى الخدود من الدّموع سيول |
قال الّذي وجد الأسى فوق البكا | وبكى الّذي لا يستطيع يقول |
يا مؤنس الأموات في أرماسها | في الأرض بعدك وحشة وخمول |
لا الشّمس سافرة ولا وجه الثّرى | حال، ولا ظلّ الحياة ظليل |
ما زال هذا الكون بعدك مثله | لكنّ نور الباصرات كليل |
نبراسّنا في ليل كلّ ملمّة | اللّيل بعدك حالك وطويل |
هبني بيانك ، إنّ عقلي ذاهل | ساه وغرب براعتي مفلول |
قدفتّ في عضد القريض وهدّه | هول المصاب، فعقده محلول |
مالي أرى الدّنيا كأنّي لا أرى | أحدا كأن العالمين فضول |
أبكي إذا مرّ الغناء بمسمعي | فكأنّ شدو الشّاديات عويل |
نفسي التي عللّتني بلقائه | اليوم لا أمل ولا تعليل |
ذوبي فإنّ العلم ماد عماده | والدّين أغمد سيفه المسلول |
هذا مقام لا التّفجّع سبّة | فيه ولا الصّبر الجميل جميل |
ما كنت أدري قبل طار نعيّه | أنّ النّفوس من العيون تسيل |
ما أحمق الإنسان يسكن للمنى | والموت يخطر حوله ويجول |
يهوى الحياة كأنّما هو خالد | أبدا ويعلم أنّه سيزول |
ومن العجائب أن تحنّ إلى غد | وغد، وما يأتي به ، مجهول |
لا تركننّ إلى الحياة فإنّها | دنيا هلوك للرّجال قتول |
سكت الّذي راض الكلام وقاده | حتى كأن لسانه مكبول |
يا قائل الخطب الحسان كأنّها | لجمالها ، الإلهام والتّنزيل |
إن كان ذ1اك الوجه حجّبه الثّرى | للنّجم في كبد السّماء أقول |
ليس الحمام بناقد لكنّما | قدر العظيم على العظيم دليل |
نم تحرس الأملاك قبرك إنّه | فيه الوقار وحوله التّبجيل |
فلكم قطعت اللّيل خاف نجمه | متهجّدا، والسّاهرون قليل |
مستنزلا عفو الإله عن الورى | حتى كأنّك وحدك المسئول |
تبغى اللّذاذات النّفوس وتشتهي | واللّه ما تبغيه والإنجيل |
لولا مدارس شدتها وكنائس | ما كان إلاّ الجهل والتّعطيل |
أنفقت عمرك في الإله مجاهدا | أجر المجاهد في الآله جزيل |