اليتيم
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
خبّروني ماذا رأيتم ؟ أطفالا | يتامى أم موكبا علويّا ؟ |
كزهور الربيع عرفا زكيّا | و نجوم الربيه نورا سنيا |
و الفراشات وثبة و سكونا | و العصافير بل ألذّ نجيّا |
‘نّني كلّما تأمّلت طفلا | خلت أنّي أرى ملاكا سويا |
قل لمن يبصر الضّباب كثيفا | إن ّ تحت الضّباب فجرا نقيّا |
أليتيم الذي يلوح زريّا | ليس شيئا لو تعلمون زريّا |
إنّه غرسة ستطلع يوما | ثمرا طيّبا وزهرا جنيّا |
ربّما كان أودع الله فيه | فيلسوف ، أو شاعرا ، أو نبيّا |
لم يكن كلّ عبقريّ يتيما | إنّما كان اليتيم صبيّا |
ليس يدري ، لكنّه سوف يدري | أنّ ربّ الأيتام ما زال حيّا |
عندما يصبح الصغير فتيّا | عندما يلبس الشباب حليّا |
كلّ نجم يكون من قبل أن | يبدو سديما عن العيون خفيّا |
إن يك الموت قد مضى بأبيه | ما مضى بالشّعور فيم وفيّا |
و شقاء يولّد الرفق فينا | لهو الخير بالشّقاء تريّا |
لا تقولوا من أمّه ؟ من أبوه ؟ | فأبوه و أمّه سوريّا |
فأعينوه كي يعيش و ينمو | ناعم البال في الحياة رضيّا |
ربّ ذهن مثل النهار منير | صار بالبؤس كالظّلام دجيّا |
كم أثيم في السجن لو أدركته | رحمة الله كان حرّا سريّا |
حاربوا البؤس صغيرا | قبل أن يستبدّ فيهم قويّا |
كلّهم الجريح الملّقى | فلنكن كلّنا الفتى " السّامريّا " |