الطيران
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
او رأى "آدم "فتاه لزال الحقد | من قلبه على حوّاء |
صيّر الأرض جنّة دونها الجنّة | في الحسن والبه والروّاء |
ما أظنّ النعيم فيه الذي في الأرض من بهجة ومن لألاء | |
كلّ ما في الوجود للمرء عبد | وهو عبد الشهوات والأهواء |
كائن كلّ كائن حار فيه | فهو حلو مرّ ودان ناء |
وهو طورا يكون نصف أله | وهو طورا أدنى من العجماء |
عجبا كيف طاعه الطّين والماء | وما كان غير طين وماء |
ساد في الكون مثلما ساد فيه | خالق الكون مبدع الأشياء |
فهو في الماء سابح وعلى الغبراء | ماش وطائر في الفضاء |
اتخذ الجوّ ملعبا ثم أمسى | راكضا في الهواء ركض الهواء |
فهو فوق السّحاب يحكيه في | مسواه لكنّه أخو خيلاء |
وهو بين الطّيور تحسبه العنقاء | لولا استحاله العنقاء |
أبصرته فاكبرت أن ترى في الجوّ | صيّادها على الغبراء |
فاستوى في قلوبها الذعر حتى | كاد يحكي البلاء خوف البلاء |
وتناجت تبغي النجاة فرارا | أين أين المفر من ذا القضاء |
ويح هذي الطّيور تجنى على الموتى | وترجو سلما من الأحياء |
أهبطي أو فحلّقي أو فسيري | أنما المنتهى ألى الأرزاء! |
... | |
وهو بين النجوم يسترق السّمع | ولا يتّقي رجوم السّماء |
مشهد روّع الدّراري فباتت | حائرات في القبّة الزّرقاء |
نافرات كأنها ظبيات | رأت القانصين في البيداء |
سائلات أذا رسول سلام | من بني الأرض أم نذير فناء؟ |
هالها أن ترى من الأنس قوما | يتهادون مثلها في الفضاء |
فرأيت الجوزاء تشكو الثّريّا | والثّريّاتشكو ألى الجوزاء |
لا تراعي يا شهب منّا فأنّا | ما حملنا أليك غير الولاء |
قد كرهنا المقام في الأرض لما | قيل أن السّما مقرّ الهناء |
أنما شوقنا أليك الذي أسرى | بنا لا الهيام في الأسرلء |
فصلينا نزدد غراما ووجدا | غير مستحسن كثير الأباء |
نحن يا شهب في حماء ضيوف | وجميل رعاية الغرباء |
أكرمي ذلك المحلّق فوق السّحب | يثني عليك خير ثناء |
وأنيري طريقه أن دجا اللّيل | ودبّت عقلرب الظّلماء |
صاغك اللّه شعلة من ضياء | وبرا المرء شعلة من ذكاء |
اتخذيه أخا يكن لك عونا | كلّ نفس محتاجة للأخاء |
لا تفاخر بالواخدات ولا بالخيل | من أدهم ومن شهباء |
هان عصر النّياق والرّاكبيها | عند عصر البخار والكهرباء |