أرشيف المقالات

جدار الحق - مدحت القصراوي

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
لا تنس ولا تبتعد كثيراً في الوهم أو الانهزام أمام تمكّن الباطل وأهله..
واعلم أنه مهما بلغ الباطل وقواه من التمكن وإحكام القدرة والسيطرة فإنه في النهاية ظالم ومبطل ومحاد لله تعالى..
كل باطل في النهاية يصطدم بجدار لا سبيل له أمامه..
جدار الحق والعدل؛ حيث إنهم يواجهونه ولكن لا يستطيعون..
إنه الحق والعدل مطلقاً، وفي فطرة الكون، وفطرة الإنسان، وفطرة كل دابة على الأرض، وفطرة الشمس والقمر والسماوات والأرض..
وإنها أسماء الله وصفاته؛ الحق والعدل (وأن الله هو الحق المبين)، ومن هناك كان خلق هذه الحياة (بالحق) يعني بالعدل لا بالباطل {ما خلقناهما إلا بالحق} ، فهو خلق ملتبس بالحق، ومقصوده حق، والأقدار الحاكمة حق، وسير الحياة إنما هو الى إحقاقه وظهوره..
يظهر في الدنيا بين حين وآخر، يجلو الحق أكثر ويخرج أكثر جلاء وقوة وقناعة للحياة أنه لا تستطيع العيش بدونه، ويضمر الباطل في نهاية كل جولة، وتنطلق بعدها الحياة أكثر حيوية وصفاء وإقبالاً {فقُطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين} .. 
ثم يكون الظهور التام يوم القيامة فيقتص للخلق من الخلق، ومن الدوابّ للدوابّ، بل وروي أنه يُقتص للأحجار والأشجار من بعضها فيما اعتدى غصنٌ على غيره أو وقع حجر على آخر..! يا لله إنه الحق المطَمئن لكل مظلوم والمخيف والمرعب لكل ظالم.
الحق كامِن والحق مراقِب لكل حدث، والحق هو الذي تؤول اليه الأحداث..
فالحمد لله.
بهذا نؤمن وعلى هذا نقف مهما دارت الدوائر وتقلبت الأقدار وظن أهل الظن وانتفش أهل الشر واستطال مَن أملى الله له..
إن هذه العقيدة وحدها وهذا الإطمئنان وحده مكسب عميق وفوز كبير، وعليها المدار واليها المآل..
فمن الآن نؤمن قبل أن نشاهد فإذا حَقَّ وعْد الله قلنا: إنا كنا من قبله مؤمنين..
والحمد لله رب العالمين.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ١